الجمعة، 18 مايو 2012

كتاب ظواهر كونية بين العلم والإيمان

كتاب ظواهر كونية بين العلم والإيمان

 
وهو كتاب من إصدار جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ويتضمن ثلاثة أبحاث علمية للتحميل على ملف بي دي إف....
تقوم جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم بإصدار سلسلة الدراسات القرآنية منذ عام 2006 وكان أول كتاب للجائزة هو كتاب إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم (للباحث المهندس عبد الدائم الكحيل)، واليوم نقدم لقرائنا الكرام الكتاب الثامن من هذه السلسلة الطيبة وهو بعنوان: (كتاب ظواهر كونية بين العلم والإيمان)... هذا الكتاب يتناول ظاهرة البرق وظاهرة النسيج الكوني وظاهرة دورة الماء...
لتحميل الكتاب على ملف بي دي إف اضغط هنا

العالم المصري أحمد عبدالجواد يكشف: نظام مبارك.. رفض "ربيع مصر"


العالم المصري أحمد عبدالجواد يكشف: نظام مبارك.. رفض "ربيع مصر"!

لكي تستطيع أن تعمر مكاناً ما علي اليابسة فكل ما تحتاجه هو بيت يأويك وطرق ممهدة تربطك بمن حولك وأرض تستطيع زراعتها لتأكل منها ومياه نقية تشربها وتروي زرعك وأخيراً طاقة نظيفة تستمد منها الدفء في برد الشتاء والهواء المنعش في حر الصيف.
هذه المعادلة التي تعقدت في الكثير من بلدان العالم لعدم توافر كافة عناصرها خاصة مع ما تعانيه الكرة الأرضية من مشاكل التصحر وانخفاض منسوب المياه العذبة علي مستوي العالم للحد الذي ينذر بحروب مائية مستقبلية بين الدول. بالإضافة لنضوب أو قلة مصادر الطاقة الحفرية الممثلة في البترول والفحم والغاز الطبيعي بخلاف التكلفة الباهظة للطاقة النووية وخطورتها.
هذه المعادلة أنعم الله علي مصر باكتشاف حل جمعي لها والغريب أن هذا الحل لم يكن وليد اللحظة ولكنه بعث من جديد بعد ثورة 25 يناير التي كان مجيئها إيذاناً بربيع الثورات العربية لتحرير شعوبها من الطغاة كما كانت إيذاناً ببعث العديد من المشروعات العلمية من أدراجها عفواً أقصد "مقابرها" التي دفنت فيها في العديد من مراكز البحث العلمي. بل وفي بعض المصانع الإنتاجية المصرية.
ومن أهم تلك المشروعات التي بعثتها الثورة من جديد مشروع "ربيع مصر" الذي بدأت فكرته في عقل صاحبه د.أحمد عبدالجواد إسماعيل منذ عام 1982 إلا أن مبارك وولده علاء أصرا علي حجب المشروع ومنعه من الظهور بمعاونة أركان نظامه وعلي رأسهم عاطف عبيد الذي تنكر لنداءات صاحب المشروع. وحاول عرقلة الإعلان عنه رسمياً رغم نشر كثير من الصحف ــ آنذاك ــ عن بعض الأفكار التي تضمنها هذا المشروع علي استحياء.
وليت نظام مبارك اكتفي بالتنكر للدكتور العالم أحمد عبدالجواد صاحب هذا المشروع بل أحاطوه بعصابة من البلطجة لإرهابه ومنعه من التحدث عن مشروعه أو عن أي اختراعات أخري توصل إليها. كما حاولوا ابتزازه من أجل سرقة براءات اختراعه الخاصة بهذا المشروع وغيرها من الاختراعات ونسبتها إلي عملاء لهم ولزبانيتهم من رجال الأعمال الممولين الذين تقاسموا معهم ندوة مصر وذلك لتطبيق تلك الاختراعات بالطريقة التي تعود عليهم هم فقط بالنفع وليس علي الوطن أجمع.
كان آخر تلك المحاولات الابتزازية عرض علاء مبارك علي د.أحمد عبدالجواد عن طريق أحد الوسطاء والذي كان عضواً بمجلس الشعب المنحل عرض عليه مساعدته في إتمام مشروعه "ربيع مصر" بشرط أن يتقاسما أرباحه مناصفة هما الاثنان فقط.
حيث قال له الوسيط وهو مازال حياً يرزق: "علاء بك بيقول لك فيفتي فيفتي" إلا أن صاحب المشروع رفض عرض علاء فكان نصيبه أن تلقي مكالمة تليفونية قبل حديثه عن مشروعه بنقابة المحامين بساعات قليلة هدده فيها المتحدث بالقضاء علي حياته إن أصر علي الظهور في المؤتمر الصحفي الذي أعدته له نقابة المحامين للحديث عن مشروعه.. فما كان منه إلا أن اعتذر عن المؤتمر خشية علي حياته.
لكن الأقدار شاءت أن تشهد مصر ثورة 25 يناير لتفتح الباب لمشروع ربيع مصر ليعود من جديد. ولتفتح باب الأمل لهذا الرجل العالم وغيره من العلماء المخترعين من أجل انطلاق مصر نحو ثورة علمية تعم بالرخاء والازدهار الاقتصادي والزراعي وغيره من المجالات.
بلاغ لرئيس الوزراء
إذا حاولنا التعريف بصاحب هذا المشروع في شكل سيرة ذاتية لمراحل حياته العلمية فإن براءات اختراعه تكشف لنا مراحل حياته العمرية هذه الاختراعات بمثابة بلاغ للدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ولكل من يهمه أمر ازدهار مصر علمياً.. كما ننوه أن مجموعة من شباب ائتلاف الثورة ورابطة النوبيين عرضوا عليه إقامة حملة إعلامية له من أجل جمع تبرعات من رجال الأعمال الوطنيين لتمويل وتنفيذ مشروعه الذي هو حلم كبير لتحويل مصر لربيع مزدهر.
أبحاثه ضاعفت إنتاج الحديد
وحول النشأة العلمية لصاحب هذا المشروع العالم والمهندس أحمد عبدالجواد إسماعيل فهو من مواليد 28/2/1946 تمكن من التخرج في كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الهندسة الكيميائية عام 1971 التحق بعد تخرجه بمجمع الحديد والصلب حصل علي الماجستير في هندسة الميتالورجي بمعهد التبين للدراسات العليا. وكانت رسالته في رفع إنتاجية القرن الدافع للدرقلة علي الساخن "لإنتاج حديد التسليح" إلي 200% وذلك بإعادة تصميم مشاعل هذا القرن بطريقة آمنة وغير مكلفة رغم حصوله علي الماجستير بامتياز مع مرتبة الشرف إلا أن رئيسه منعه من تطبيقه عملياً. وقام بحفظها في الأدراج.
لم يترك أحمد عبدالجواد اليأس يصيبه وأصر علي مواصلة أبحاثه العلمية بالتحضير للدكتوراة. وكانت حول إعادة تصميم ماكينة الصلب المستمر والمصنعة طبقاً للظروف المناخية بالاتحاد السوفيتي لكي تتلاحم مع ظروف مصر المناخية. وذلك بهدف تمكينه من إنتاج خامات البوليت دون شوائب أو عيوب تقلل من مطابقتها للمواصلات العالمية.
إلا أن رؤساءه بالمجمع رفضوا تمكينه من مواصلة مشواره العلمي للحصول علي الدكتوراة ورغم منعهم له فإنه تمكن من تنفيذ فكرته بما يمكنه من إنتاج قام للبوليت مطابق للمواصفات العالمية مع انعدام الفاقد في إنتاجية تلك الخامات وما أن أعلن عن توصله لإعادة تصميم وحدة ماكينة الصب المستمر حتي قوبل بحرب ضروس دفعته إلي مغادرة مصر متجهاً للعراق حيث اجتاز مسابقة علمية تفوق فيها علي أكثر من 400 أستاذ ومعيد جامعي من مصر.. وفي بغداد عين أستاذ بدلاً من معيد بجامعتي بغداد والجامعة التكنولوجية ببغداد لتدريس أصعب مادتين في كليات الهندسة وهما مادة ميكانيكا الفضاء بالمتجهات والديناميكا الحرارية.
وبعد عامين من العمل ببغداد انتقل للعمل بمعهد الكويت للأبحاث العلمية رئيساً لفريق الأبحاث حيث تمكن من الوصول لخمس براءات اختراع مستغلاً الإمكانات المتاحة له هناك تلخصت في التوصل لمادة جديدة من الفيبر جلاس وهو نوع من المواد العازلة ذات خواص ومميزات جديدة وهي أنها عديمة اللون طويلة التيلة قليلة السمك مع تحملها للظروف المناخية القاسية وقد بلغ طول قبلة هذه المادة 125مليمتراً وهو طول لم يتوصل إليه أحد حتي الآن إلا أن اختراعاته الخمسة سرقت وتم تسجيلها باسماء آخرين بلندن.
محاولات للاغتيال
ومنذ تلك اللحظة قرر الحفاظ علي سرية اختراعاته حيث تمكن من الوصول لمئات الاختراعات التي حفظها في أماكن سرية بمناطق مختلفة من العالم لدي أصدقاء ثقة لديه وكان باحتفاظه بسرية اختراعاته وتمسكه بتنفيذها في مصر أو مناصفة بين مصر والدولة التي تمول له تلك المشروعات سبباً رئيسياً في تعرضه للعديد من محاولات الاغتيال علي أيدي الموساد والـ C.I.A وذلك أثناء تواجده بالكويت ثم قطر.. فكان قراره بالعودة لمصر لحماية نفسه والبحث عن وسيلة لتنفيذ اختراعاته ببلده وبالفعل عاد إلي مصر وعرض مشروعه الأساسي الذي كان يمثل له حلماً وهو "ربيع مصر" علي الرئيس السابق مبارك ثم علي د.عاطف عبيد إلا أنه تجاهله فقرر مجموعة من أصدقائه المحامين إقامة مؤتمر صحفي له بنقابة المحامين ليتحدث عن مشروعه الذي يرتكز علي 3 اختراعات رئيسية أولها: رفع الطمي المتراكم خلف السد العالي باستخدام الطاقة المغناطيسية.. ثانياً: توليد الطاقة الشمسية بإنشاء أول وأكبر مجمع بالشرق الأوسط لتوليدها وعلي مدار 24 ساعة يومياً.. ثالثاً: استخدام الخرسانة الكبريتية المسلحة في إحداث ثورة بناء عملاقة في مصر.
ويؤكد أحمد عبدالجواد علي أهمية الجدوي العلمية والاقتصادية لهذا المشروع وعلي تكاليفه المنخفضة علي المدي البعيد. إلا أنه لم يتمكن من تنفيذه قبل ثورة 25 يناير رغم توصله له في عام 1982 بسبب تهديدات علاء مبارك له بالقتل والتي كانت تصله عبر وسطاء باتصالات تليفونية وذلك بعد رفضه عرض علاء لاستخراج الذهب من الطمي خلف السد العالي وتقسيم أرباحه مناصفة بينهما.
محاور المشروع
وحول تفصيل مشروع ربيع مصر والثورة التي سيحدثها في الزراعة والبناء وإنتاج الطاقة النظيفة والذي سينقل مصر لمصاف الدول المتقدمة في فترة زمنية وجيزة.
يقول العالم الدكتور أحمد عبدالجواد إن مشروعه يتلخص في ثلاثة اختراعات رئيسية تنفذ علي 6 محاور.
الطاقة المغناطيسية
المحور الأول يتضمن توصله لاختراع يمكنه من استخدام الطاقة المغناطيسية لرفع الطمي المتراكم خلف السد والذي يمثل حملاً ثقيلاً يهدد جسم السد الذي صمم علي أن تكون أمامه ووراءه المياه بكثافتها المنخفضة وتبلغ 1مم/ 3CM جم لكل سنتيمتر مكعب بينما كثافة الطمي تتراوح ما بين 5.2 إلي 75.2 جرام لكل سنتيمتر مكعب. أي أن الضغط الهيدروليكي الحقيقي الآن خلف السد يعادل بين 3 أضعاف الضغط المصمم من أجله السد وهذا ما تسبب في بدء تكون شروخ ميكروسكوبية أدت إلي تقليل العمر الافتراضي للسد من 500 سنة إلي 250 سنة وهي الشروخ التي سبق وأعلنت عن اكتشافها الشركة الفرنسية G. TM والتي كانت مكلفة من قبل الحكومة المصرية برفع الطمي المتراكم خلف السد كما أعلنت هذه الشركة أيضاً عن اكتشافها سرقة جهاز الإنذار المبكر للكشف عن تلك الشروخ الميكروسكوبية في جسم السد منذ بداية الثمانينيات.
وحول أسباب تراكم هذا الطمي وخطورته علي السد يؤكد د.أحمد عبدالجواد أن السبب توصلت إليه الشركة الفرنسية وهو تعطل مراوح المضخات المسئولة عن طرد الطمي نتيجة احتكاك حبيبات الرمل الإبرية بها فتسبب تآكلها وتعطلها من خلال احتكاكها بها وعمل مستقرة يومية لها.
ذهب وبلاتين
ويوضح د.أحمد أن حبيبات الرمل لها صفات مغناطيسية وقد استطاع باستخدام الموجات المغناطيسية من جذب حبيبات هذه الرمال لأعلي بشكل مغناطيسي فتعمل علي رفع الطمي معها بما يحتويه من عناصر مختلفة ليطفو علي سطح البحيرة ثم يتم إلقاؤه علي الشاطئ بالكساحات النهرية.
وبذلك تتجنب تغيير مراوح المضخات بشكل يومي والتي تكلفنا مليارات الجنيهات.. كما توصل د.أحمد لإمكانية استخلاص المعادن النفيسة خاصة الذهب والبلاتين والزركونيوم المشع وغيرها من الطمي خلف السد العالي باستخدام طريقة الفصل أو الطرد المركزي وهي طريقة تمكننا من فصل طن ذهب وطن بلاتين يومياً من هذا الطمي.. كما يمكن نقل هذا الطمي لاستصلاح حوالي 40 مليون فدان بالصحراء الغربية. ويشير إلي أن المعادن النفيسة المستخدمة من الطمي يمكنها تمويل مشروع ربيع مصر بأكمله.
إنذار الفيضان
يحذر من أن ترك الطمي يتراكم دون رفعه يزيد من خلخلة الأرض ببحيرة ناصر الصناعية محدثاً شروخاً بها وبالتالي يزيد من معدل التسرب إلي المياه الجوفية التي تصل إلي النهر العظيم بليبيا عبر الحدود. كما أن هذا الطمي يقلل من عمق البحيرة وبالتالي تنخفض قدرتها علي استيعاب آلاف المليارات من المتر المكعب من المياه خلفها مما يهدد بفيضان يغرق الدلتا وضفتي النيل حيث قد يصل مسنوب ارتفاع مياهه إلي 7 أمتار بأسوان و100 متر بالقاهرة و150 م بالدلتا.
 

كتاب معجزة القرآن في عصر المعلوماتية

كتاب معجزة القرآن في عصر المعلوماتية

 
في هذا الكتاب تم عرض جانب من المعجزة الرقمية المبهرة لحروف القرآن العظيم. فيما يلي فكرة موجزة عن الكتاب ومحتوياته، مع إمكانية تحميله على جهاز الكمبيوتر بسهولة....
من خلال البحث والدراسة توصّلتُ والحمد لله إلى آلاف الحقائق الرقمية اليقينيَّة والمذهلة! والتي تشمل جميع آيات القرآن الكريم وجميع سورِه. لذلك فقد نشأت فكرة عرض هذه الحقائق من خلال سلسلة من الأبحاث، في كل بحث جاء الحديث عن جانب من جوانب هذه المعجزة القرآنية الرائعة.
إن عجائب القرآن لا تنقضي كما حدّثنا عنها حبيبنا محمَّد صلى الله عليه وآله وسلّم. والتناسقات الرقمية الغزيرة لا يمكن أن تأتي عن طريق المصادفة. فنحن نعلم جميعاً بأن المصادفة قد تتكرر في كتب البشر مرة أو مرتين أو عشر مرات على أكبر تقدير، ولكن لا يمكن لهذه المصادفة أن تتكرر مع جميع كلمات الكتاب فتأتي جميعها متناسقة مع الرقم سبعة!
وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلّ على أن الذي رتّب حروف القرآن وأحكمها هو ربّ السماوات السبع سبحانه وتعالى. وذلك ليكون في هذه التناسقات الرقمية الدليل المادي لكلِّ ملحد نثبت له من خلالها صدق القرآن العظيم وصدق رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وأن هذا النبي الرحيم لم يأت بشيء من عنده، بل كل حرف في هذا القرآن هو من عند الله تبارك وتعالى.
أما المؤمن فهو معنيٌّ أيضاً بهذه المعجزة ليزداد إيماناً ويقيناً بعَظَمَة هذا القرآن، ولتكون هذه البراهين العددية سلاحاً بيده يستطيع من خلالها مناقشة الملحدين، وإثبات صدق دعوته إلى الله تعالى. فإذا كان الله تبارك وتعالى قد أعطى أنبياءه عليهم السلام معجزات تثبِّتهم على الحقِّ في مواجهة الملحدين بالحُجَّة والبرهان، كذلك أودع في كتابه المجيد معجزات يمكن لكلِّ مؤمن أن يستخدمها في مواجهة غير المسلمين، والإعجاز الرقمي هو أحد هذه البراهين المادية في عصر التكنولوجيا الرقمية الذي نعيشه اليوم.
في هذا الكتاب نتعرف على أهم أنواع الإعجاز القرآني، وأن المعجزة القرآنية تتطور بتطور العلوم. ففي كل عصر نرى معجزة قرآنية تناسب ذلك العصر والعلوم السائدة فيه. ثم نجيب عن جميع التساؤلات والانتقادات التي يتعرض لها الإعجاز العددي اليوم، وكذلك نقوم بوضع ضوابط وأسس لهذا العلم الناشئ.
كذلك سوف نرى من خلال الأمثلة الرائعة التي اخترتها في هذا الكتاب أن الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم أكبر مما نتصور، ففي مقطع من آية نرى إعجازاً عددياً مذهلاً، وذلك في قوله تعالى عن نفسه: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً﴾ [النساء: 122].
بل سوف نرى في ثلاثة أحرف من كتاب الله عزّ وجلّ وهي ﴿الـم﴾ معجزة مبهرة وتناسقات غزيرة مع الرقم سبعة، وذلك في الحروف التي تسمّى بالحروف المقطعة أو التي أفضّل تسميتها بالحروف «الممَيَّزة» والتي وضعها الله تعالى في أوائل بعض سور القرآن العظيم.
وأخيراً نتأمل مثالاً مذهلاً من سورة ﴿يس﴾ نتعرف من خلاله على دقّة وروعة التناسق الرقمي لحروف القرآن العظيم، وكيف تأتي لغة الأرقام متناسبة مع المعنى اللغوي للآية.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل

أسرار الرقم سبعة: في القرآن والكون


أسرار الرقم سبعة: في القرآن والكون

 
نعيش مع بعض أسرار الرقم سبعة في القرآن وفي الكون وفي أحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. ونتساءل: هل جاءت كل هذه الحقائق بالمصادفة؟؟....
كما أن الخالق سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وقال في ذلك: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) [البقرة: 2/253].
وكما أن الله تعالى فضَّل بعض الليالي على بعض فقال في ليلة القدر: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 97/1-5].
وكذلك فضَّل بعض الشهور من السنة مثل شهر رمضان فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 2/185]. وفضَّل بعض المساجد مثل المسجد الحرام والمسجد الأقصى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 17/1].
وكما فضَّل بعض البقاع على بعض مثل مكة المكرمة: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران: 2/96]. وكما أن الله قد فضَّل بعض السور فكانت أعظم سورة في القرآن هي فاتحة الكتاب، وكانت آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله. وكانت سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآن لو تساءلنا عن لغة الأرقام في القرآن العظيم، وتدبَّرنا الأرقام الواردة فيه، ودرسنا دلالات كل رقم، فهل فضَّل الله تعالى رقماً عن سائر الأرقام؟ بلا شك إن الرقم الأكثر تميّزاً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد هو الرقم سبعة! فهذا الرقم له خصوصية في عبادات المؤمن وفي أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وفي الكون والتاريخ وغير ذلك.
العجيب جداً أن اسم (الله) هو أكثر كلمة تكررت في القرآن الكريم، وهذه ميزة يتميز بها كتاب الله عن غيره، فلا يوجد كتاب واحد في العالم كله يكون اسم مؤلفه هو الكلمة الأكثر تكراراً، وهذا دليل مادي على أن هذا القرآن هو كلام الله!
ولكن ما هي أسرار هذا الرقم؟ ولماذا تكرر ذكره في العديد من المناسبات القرآنية؟ لنبدأ بهذه المقارنة بين الكون والقرآن.
البناء الكوني والبناء القرآني والرقم سبعة
هذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه.. كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه؟ من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون، ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال، هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض...، هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله؟
حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور، وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة.
إذن خالق الكون هو مُنَزِّل القرآن، والذي بنى السماوات السبع هو الذي أنزل القرآن، وكما نرى من حولنا للرقم سبعة دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم سبعة، وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عزَّ وجلَّ.
لماذا اقتضت مشيئة الله عزَّ وجلَّ اختيار الرقم 7
هذا الرقم يملك دلالات كثيرة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. حتى تكرار هذا الرقم في كتاب الله جاء بنظام محكم. وهذا البحث يقدم البراهين على ذلك، فلا يوجد كتاب واحد في العالم يتكرر فيه الرقم سبعة بنظام مشابه للنظام القرآني. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم وأنه رقم يشهد على وحدانية الله تعالى.
فعندما ندرك أن النظام الكوني قائم على الرقم سبعة، ونكتشف الرقم ذاته يتكرر بنظام في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً، فإن هذا التشابه يدل على أن خالق الكون هو منَزِّل القرآن سبحانه وتعالى.
الرقم سبعة في الكون
عندما بدأ الله خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة وعدد الأراضين سبعة. يقول عزَّ وجلَّ: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
كل ذرة من ذرات هذا الكون تتألف من سبع طبقات إلكترونية بعضها فوق بعض، وهذا قانون ثابت في الكون كله، يشهد على وحدانية الخالق تبارك وتعالى!
حتى الذرة التي تعد الوحدة الأساسية للبناء الكوني تتألف من سبع طبقات إلكترونية ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك. كما أن عدد أيام الأسبوع سبعة وعدد العلامات الموسيقية سبعة وعدد ألوان الطيف الضوئي المرئي هو سبعة. ويجب ألا يغيب عنا أن علماء الأرض اكتشفوا حديثاً أن الكرة الأرضية تتكون من سبع طبقات!

الأرض تتألف من سبع طبقات بعضها فوق بعض، وهذه الميزة حدثنا عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن طبقات الأرض، فسبحان الله!
كلنا يعلم أن الطيف الضوئي (ألوان قوس قزح) يتألف من سبعة ألوان، ولو تأملنا الكون من حولنا نرى الكثير من الدلالات لهذا الرقم بما يشهد على أن الله تعالى أودع سر هذا الرقم في الكون، وأودع سراً آخر في القرآن ليقول لنا إن منزل القرآن هو خالق الكون!
الرقم سبعة في السُّنَّة النبوية
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي نطق بها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كان للرقم سبعة حظ وافر في هذه الأحاديث وهذا يدل على أهمية هذا الرقم وكثرة دلالاته وأسراره.
فعندما تحدث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الموبقات حدد سبعة أنواع فقال: (اجتنبوا السبع الموبقات....) [البخاري ومسلم].
وعندما تحدث عن الذين يظلُّهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة حدد سبعة أصناف، فقال: (سبعة يُظلّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه...) [البخاري ومسلم].
وعندما يتحدث عن الظلم وأخْذِ شيءٍ من الأرض بغير حقِّه فإنما يجعل من الرقم سبعة رمزاً للعذاب يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأرضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أراضين) [البخاري ومسلم].
وعندما أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن أعظم سورة في كتاب الله قال: (الحمدُ لله ربِّ العالمين هي السَّبْعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه) [رواه البخاري].
فاتحة الكتاب هي أعظم سورة في القرآن وهي السبع المثاني وتتألف من سبع آيات، والعجيب أن هذه السورة تحوي نظاماً عددياً رائعاً يقوم على الرقم سبعة، مثلاً: عدد حروف اسم (الله) في هذه السورة المباركة هو سبعة في سبعة، أي تكرر حرف الألف 22 مرة وحرف اللام تكرر 22 مرة وحرف الهاء تكرر 5 مرات والمجموع 49 أي سبعة في سبعة!!
وفي السجود يخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الأمر الإلهي بالسجود على سبعة أعضاء فيقول: (أُمرت أن أسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُم) [البخاري ومسلم]. إذاً لا تصح الصلاة إلا إذا سجد المؤمن على سبعة أعضاء وهي اليدين والقدمين والركبتين وجبهة الوجه.
أما إذا ولغ الكلب في الإناء فإن طهوره يتحدد بغسله سبع مرات إحداهن بالتراب.
وعندما قدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يخبره عن المدة التي يختم  فيها القرآن فقال عليه الصلاة  والسلام: (فاقرأه في سَبْعٍ ولا تَزِدْ على ذلك) [البخاري ومسلم].
وعندما تحدث عن القرآن جعل للرقم سبعة علاقة وثيقة بهذا الكتاب العظيم فقال: (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم]. وهذا الحديث يدل على أن حروف القرآن تسير بنظام سباعي مُحكَم، والله تعالى أعلم.
وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن جهنَّم يوم القيامة فقال: (يُؤتَى بِجَهَنَّم يومئذٍ لَها سبعون ألفَ زمام) [رواه مسلم]. كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستجير بالله من عذاب جهنَّم سبع مرات فيقول: (اللهمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ) [رواه النَّسَائي].
وفي أسباب الشفاء أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن نقول سبع مرات: (أعوذُ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر) [رواه مسلم].
حتى عندما يكون الحديث عن الطعام نجد للرقم سبعة حضوراً، يقول صلى الله عليه وسلم: (من تصبَّح كلَّ يوم بسبع تَمرات عجوة لم يضرَّه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سِحْرٌ) [البخاري ومسلم].
أما الحديث عن الصيام في سبيل الله نجد من الأجر الشيء الكثير الذي أعده الله للصائم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعَدَ الله بذلك اليوم وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً) [البخاري ومسلم]. 
كما كان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله سبعين مرة. وكان يقول عن مضاعفة الأجر: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف) [رواه مسلم].
وفي اللجوء إلى الله تعالى لإزالة الهموم كان النبي عليه صلوات الله تعالى عليه وسلامه يردد سبعاً هذه الآية: (حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 9/129].
وهكذا نرى بأن الرقم سبعة هو الرقم الأكثر تميزاً في أحاديث المصطفى عليه صلوات الله وسلامه. هذه الأحاديث الشريفة وغيرها كثير تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصَّ هذا الرقم بالذكر دون سائر الأرقام بسبب أهميته، فهو الرقم الأكثر تكراراً في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن (بعد الرقم واحد) وهو الرقم الأكثر تكراراً في الكون.
الرقم سبعة والحج
نعلم جميعاً أن عبادة الحج تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام. في هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت الله الحرام سبعة أشواط. ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً.
وعندما يرمي الحصيات فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد رمى سبع حصيات أيضاً. وقد ورد ذكر هذا الرقم في الآية التي تحدثت عن الحج العمرة، يقول الله تعالى: (فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) [البقرة: 2/196].
الرقم سبعة في القصة القرآنية
تكرر ذكر الرقم سبعة في القَصَص القرآني، فهذا نبَِيُّ الله نوح عليه السلام يدعو قومه للتفكر في خالق السماوات السبع فيقول لهم: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح: 71/15]. 
أما سيدنا يوسف عليه السلام فقد فسَّر رؤيا الملك القائمة على هذا الرقم، وقد تكرر ذكر هذا الرقم في سياق سورة يوسف مرات عديدة. يقول تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) [يوسف: 12/43].
وقال تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ * قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) [يوسف: 12/46ـ48].
وقد ورد ذكر الرقم سبعة في عذاب قوم سيدنا هود الذي أرسله الله إلى قبيلة عاد فأرسل عليهم الله الريح العاتية، يقول تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) [الحافة: 69/6 – 7].   
وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام وورد ذكر الرقم سبعين وهو من مضاعفات الرقم سبعة، يقول تعالى: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا) [الأعراف: 7/155].
وقد ورد هذا الرقم في قصة أصحاب الكهف، يقول عزَّ وجلَّ: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) [الكهف: 18/22].
إذن هناك علاقة بين تكرار القصة القرآنية والرقم سبعة. والذي يتابع تاريخ الشعوب القديم يلاحظ بأن الرقم سبعة يتكرر كثيراً، خصوصاً في تاريخ الفراعنة بمصر القديمة.
الرقم سبعة ويوم القيامة
هذا في الدنيا فماذا عن الآخرة؟ وهل هنالك تكرار لهذا لرقم يوم القيامة؟ لا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا، بل إننا نجد له حضوراً في الآخرة. إن كلمة (القيامة) تكررت في القرآن الكريم سبعين مرة أي عدداً من مضاعفات السبعة، فالعدد سبعين هو حاصل ضرب سبعة في عشرة: 
70 = 7 × 10
وكلمة (جهنَّم) تكررت في القرآن كله سبعاً وسبعين مرة، أي عدداً من مضاعفات السبعة:
77 = 7 × 11
وعن أبواب جهنم السبعة يقول سبحانه وتعالى: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) [الحجر: 15/44].
أما عن عذاب الله في ذلك اليوم فنجد حضوراً لمضاعفات الرقم سبعة، يقول عزَّ وجلَّ: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) [الحاقة: 69/30 - 32].
ولا ننسى بأن الله تعالى قد ذكر الرقم سبعة عند الحديث عن كلماته: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [لقمان: 31/27].
الرقم سبعة والصدقات
ورد ذكر هذا الرقم في مضاعفة الأجر من الله تعالى لمن أنفق أمواله في سبيل الله.يقول تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/261].  
ورد ذكر الرقم (سبعين) وهومن مضاعفات السبعة في سورة التوبة في استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 9/80].   
الرقم سبعة والتسبيح
وفي القرآن الكريم سبع سور بدأت بالتسبيح لله تعالى، وهي: (الإسراء ـ الحديد ـ الحشر ـ الصف ـ الجمعة ـ التغابن ـ الأعلى):
1ـ (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 17/1].
2ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحديد: 57/1].
3ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 59/1].
4ـ (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الصف: 61/1].
5ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الجمعة: 62/1].
6ـ (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التغابن: 64/1].
7ـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 87/1].
إذن هنالك علاقة بين تسبيح الله والرقم سبعة، ولذلك فقد ارتبط هذا الرقم مع ذكر التسبيح وذكر السماوات في قوله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 17/44].
السموات عددها سبعة والعجيب أن ذكر السموات السبع تكرر في القرآن سبع مرات بالتمام والكمال، فهل هذه مصادفة؟ إن الله الذي خلق سبع سماوات هو الذي أنزل القرآن وذكر فيه هذه السموات السبع بعددها (أي سبع مرات)!
الرقم سبعة وحروف القرآن
لقد اقتضت حكمة البارئ سبحانه وتعالى أن يُنَزِّل هذا القرآن باللغة العربية، وجعل عدد حروف هذه اللغة ثمانية وعشرين حرفاً، أي:
28 = 7 × 4
ونجد في أول سورة من القرآن هذا الرقم في آيات سورة الفاتحة التي افتتح الله تعالى بها هذا القرآن وجعلها سبع آيات. وقد خاطب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام فقال له: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [الحجر: 15/87].
والسبع المثاني هي سورة الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن الكريم وهي سبع آيات، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه السورة هو 21 حرفاً أي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة.
في القرآن الكريم هنالك سور مميزة ميزها الله تعالى عن غيرها فوضع في أوائلها حروفاً مميزة مثل: (الـم ـ الر ـ حم ـ يس ـ ق.....). إن عدد هذه الافتتاحيات المميزة عدا المكرر أربعة عشر، أي من مضاعفات السبعة. وإذا أحصينا الحروف التي تركبت منها هذه الافتتاحيات عدا المكرر، أي عددنا الحروف الأبجدية التي تركبت منها الافتتاحيات المميزة الأربعة عشر، وجدنا أيضاً أربعة عشر حرفاً.
هذه الحروف موجودة كلها في سورة الفاتحة. وإذا عددنا الحروف المميزة في سورة السبع المثاني عدا المكرر نجد 14 حرفاً، وإذا عددنا هذه الحروف مع المكرر نجد 119 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
خَلْقُ السَّماوات
هنالك عبارات تتحدث عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، فلو بحثنا في كتاب الله تعالى عن هذه الحقيقة، أي حقيقة خلق السماوات والأرض في ستة أيام نجدها تتكرر في سبع آيات بالضبط وهي:
1ـ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 7/54].
2ـ (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) [يونس: 10/3].
3ـ (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [هود: 11/7].
4ـ (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان: 25/59].
5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ) [السجدة: 32/4].
6ـ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) [ق: 50/38].
7ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الحديد: 57/4].
حقيقة السَّماوات السبع
ولو بحثنا في كتاب الله تعالى عن حقيقة السماوات السبع نجد أن الرقم سبعة ارتبط بالسماوات السبع بالتمام والكمال سبع مرات وذلك في القرآن كلِّه. وهذه هي الآيات السبع:
1ـ (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/29].
2ـ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 17/44].
3ـ (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [المؤمنون: 23/86].
4ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 41/12].
5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
6ـ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) [الملك: 67/3].
7ـ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح: 71/15].
إذن عدد السماوات التي خلقها الله سبع وجاء ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات فتأمل هذا التناسق، هل جاء بالمصادفة؟! إن كل هذه التناسقات والحقائق الرقمية التي تأتي دائماً متناسبة مع الرقم سبعة أليست بمثابة إشارات لنا لكي نبحث عن أسرار هذا الرقم في كتاب الله تعالى؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
  المرجع: موسوعة الإعجاز الرقمي، للتحميل اضغط هنا.

MULTIPLE GENERATOR - HINDI - 27MB.wmv



جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لذى ناشريها ،ممنوع النقل بدون تصريح أو ذكر للمصدر . Privacy-Policy | إتفاقية الإستخدام

إن جميع المواد الموجودة في الموقع تعبر عن آراء كتابها ولاتعبر عن رأي الموقع لذلك لايتحمل الموقع أي مسؤوليات تجاهها

هذا قالب المهندس عبدالرحمن احمد وهذه حقوق ملكية فكرية