السبت، 18 فبراير 2012

الطاقة

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
البرق أحد أكثر الأشكال المعروفة لانتقال الطاقة.
الطاقة هي المقدرة على القيام بشغل (أى إحداث تغيير)، وهناك صور عديدة للطاقة، منها الحرارة والضوء (طاقة كهرومغناطيسية)، والطاقة الكهربائية.
ضمن الاستخدام الاجتماعي : تطلق كلمة "طاقة" على كل ما يندرج ضمن مصادر الطاقة، إنتاج الطاقة، واستهلاكها وأيضا حفظ موارد الطاقة. بما ان جميع الفعاليات الاقتصادية تتطلب مصدرا من مصادر الطاقة، فإن توافرها وأسعارها هي ضمن الاهتمامات الأساسية والمفتاحية. في السنوات الأخيرة برز استهلاك الطاقة كأحد أهم العوامل المسببة للاحترار العالمي global warming مما جعلها تتحول إلى قضية أساسية في جميع دول العالم.
ضمن سياق العلوم الطبيعية، الطاقة يمكن ان تاخذ أشكالا متنوعة : طاقة حرارية، كيميائية، كهربائية، إشعاعية، نووية، طاقة كهرومغناطيسية، وطاقة حركة. هذه الأنواع من الطاقة يمكن تصنيفها بكونها طاقة حركية أو طاقة كامنة ، في حين أن بعضها يمكن أن يكون مزيجا من الطاقتين الكامنة والحركية.
جميع أنواع الطاقة يمكن تحويلها Transformation من شكل لآخر بمساعدة أدوات بسيطة أو تقنيات معقدة : من الطاقة الكيميائية إلى الكهربائية عن طريق الأداة الشائعة البطاريات أو المركمات، ضمن سياق نظرية النسبية بدمج مجالي المادة والطاقة معا بحيث أصبح من الممكن ان تتحول الطاقة إلى مادة وبالعكس تحول المادة إلى طاقة : هذا الكشف الجديد عبر عنه أينشتاين بمعادلته الشهيرة E=mc2. هذا التحول ترجم عمليا عن طريق الحصول على الطاقة بعمليات الانشطار النووي والاندماج النووي.
مصطلحات الطاقة وتحولاتها مفيدة جدا في شرح العمليات الطبيعية. فحتى الظواهر الطقسية مثل الريح، والمطر والبرق والأعاصير تعتبر نتيجة لتحولات الطاقة التي تأتي من الشمس على الأرض. الحياة نفسها تعتبر أحد نتائج تحولات الطاقة : فعن طريق التمثيل الضوئي يتم تحويل طاقة الشمس إلى طاقة كيميائية في النباتات ، يتم لاحقا الاستفادة من هذه الطاقة الكيميائية المختزنة في عملية التمثيل الغذائي للكائنات الحية والإنسان. ومن النبات ينتج الخشب وهو مصدر آخر للطاقة يرجع أصلها إلى الشمس.


الاستخدامات السلمية للطاقة النووية


هذا الموضوع حائز علي المركز الأول بمسابقة أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا 2007/2008 للشباب بجمهورية مصر العربية.
ومن وجهة نظري هو موضوع مختصر جداً بالنسبة لمجال كبير كهذا، لذا فإنني أقوم حالياً بتجميع أكبر قدر ممكن عن هذا الموضوع شاملاً الأحداث التاريخية المصاحبة لظهور الطاقة النووية.
أتمني من الله أن يحوز علي إعجابكم، ولا تنسوني من صالح دعائكم.
الموضوع علي ملف PDF علي هذا الرابط



الطاقة النووية إنتاج الطاقة النووية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الطاقة النووية
إنتاج الطاقة النووية

اليورانيوم والبلوتونيوم هما العنصران المستخدمان في إنتاج الطاقة بواسطة الانشطار النووي. كل ذرة من ذرات اليورانيوم أو البوتونيوم ( أو أي عنصر آخر ) لها "نواة " عند مركزها تتكون من " بروتونات " و " نيوترونات ".
الانشطار النووي: عندما يتصادم نيوترون سائب مع ذرة يورانيوم أو بلوتونيوم فان نواة الذرة " تأسر " النيوترون.
عندئذ تنفلق النواة إلى جزئين، مطلقه كميه هائلة من الطاقة كما أنها تحرر نيوترونين أو ثلاثة تتصادم هذه النيوترونات مع ذرات اخرى ويحدث نفس الانشطار في كل مره، وهو ما يسمى بالتفاعل المتسلسل.
ملايين الملايين من الانشطارات يمكن ان تحدث في جزء من المليون من الثانية. وهذا هو ما يحدث عندما تنفجر قنبلة ذرية وعندما تنتج الطاقة النووية للأغراض السلمية العادية فانه يلزم إبطاء التفاعل المتسلسل. ولإنتاج الطاقة للأغراض العادية تحدث الانشطارات في اله تسمى المفاعل النووي أو الفرن الذري. يتم التحكم في سرعة الانشطارات بطرق مختلفة في إحدى الطرق تستخدم قضبان التحكم التي تقصى بعض النيوترونات بعيدا عن التفاعل.
أنواع النفاعلات
ثمة نوعان من المفاعلات النووية:
مفاعلات للبحث وأخرى لتوليد للطاقة. تُستخدَم مفاعلات البحث لإجراء الأبحاث العلمية، وإنتاج النظائر لأهداف طبية وصناعية، وهي لا تستخدم لإنتاج الطاقة.
على مستوى العالم هناك 284 مفاعلاً نوويًّا للأبحاث في 56 بلدا، أما مفاعلات الطاقة فيتم استخدامها لتوليد الطاقة الكهربائية.
وتستخدم المفاعلات النووية أيضا كمصانع لإنتاج الأسلحة في البلدان التي تمتلك برامج حرب نووية؛ فيمكن استخدام المفاعلات النووية السلمية لإنتاج الأسلحة النووية وإجراء الأبحاث المتعلقة بها.
تستخدم المفاعلات النووية المخصصة لصناعة الأسلحة مادة بلوتونيوم 239، أما في المفاعلات السلمية فيتم إنتاج نظائر أخرى للبلوتونيوم، مثل بلوتونيوم 240، وبلوتونيوم 241، وبلوتونيوم 238؛ وذلك لأن وقود المفاعل يتعرض لإشعاع النيوترون لفترات أطول، ومن الممكن استخدامها أيضا لإنتاج المتفجرات النووية.
وقد لا تكون هذه المتفجرات بدرجة ثبات المتفجرات المصنعة من البلوتونيوم الأمثل لصنع الأسلحة؛ فقد تنفجر قبل الأوان، ولكن حتى لو حدث ذلك فإن نصف قطر دائرة الدمار الذي يسببه انفجارها هو على الأقل 33% من نصف قطر دائرة دمار قنبلة هيروشيما؛ فهي بذلك مواد تفجيرية ذات قدرات مريعة. (الأكاديمية الوطنية للعلوم)
وتعمل المفاعلات النووية على مبدأ الانشطار النووي وذلك من خلال انشطار نواة الذرة، مما يؤدي إلى إطلاق طاقة حرارية.
وتعتبر مادة اليورانيوم 235 هي الوقود الرئيسي المستخدم في المفاعلات النووية، كما يمكن استخدام البلوتونيوم 239، ويحدث الانشطار النووي لذرات اليورانيوم بإطلاق النيوترونات عليها، وعندما تنشطر بعض الذرات فإنها تطلق النيوترونات، واصطدام هذه النيوترونات مع ذرات أخرى يسبب انشطارها فيتم تحرير المزيد من النيوترونات، وهكذا يستمر رد الفعل المتسلسل مسبباً توليد كمية هائلة من الطاقة الحرارية، ويتم التحكم بمعدل الانشطار النووي في المفاعل باستخدام "قضبان تحكم" التي تقوم بامتصاص بعض النيوترونات المتحررة، فهي تسمح بتنظيم الانشطار النووي والتحكم الآمن به. كما يتم استخدام نظام تبريد مائي للتخلص من الحرارة المفرطة التي تنتج أثناء العملية، ويستخدم البخار الذي تم توليده لتدوير العنفات التي تولد الطاقة الكهربائية.
وتعد كندا والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا وأستراليا ونيجيريا من أهم الدول المزوِّدة لليورانيوم.


الانشطارالنووي .
وبالطاقة الهوائية كان الإنسان يسير السفن الشراعية . وتعتبر الطاحونة من أقدم الآلات التي اخترعها الإنسان والتي كانت تستخدم الهواء أو الماء كمصدر للطاقة المحركة لها . فظهر الدولاب المائي والطاحونة الهوائية التي كانت تعمل بتحويل الطاقة الميكانيكية إلى طاقة حركية أو لتشغيل مضخة لرفع المياه أو مطرقة مائية أو رحى الطحن .. وفي حوالي منتصف القرن التاسع عشر , كانت بداية التعامل المكثف مع المصادر الاحفورية ,ومع الحرارة الناتجة عن إحتراق الفحم والنفط . وارتفع حجم استهلاك الكتلة العضوية القابلة للاحتراق،وتمكن الإنسان .من تحويل الطاقة الحرارية إلى طاقة ميكانيكية، وكان هذا بداية انطلاق عصر الثورة الصناعية. التي بدأت مع الاستهلاك المكثف للفحم الحجري حيث كان أول المصادر الأحفورية في حوالي منتصف القرن التاسع عشر، وفي بداية القرن العشرين كان الاستعمال المكثف للبترول. واستعمال الغاز ولاسيما بعد الحرب العالمية الأولى. وأدى اختراع القطار البخاري إلى تحويل الطاقة الكيميائية في المحروقات إلى طاقة ميكانيكية . وظهرت المحركات الحرارية.في وسائل النقل البحري والجوي والبري و تعمل بمحركات حرارية تعطي الحركة الميكانيكية باستخدام احد المحروقات واهمها النفط.وبعض المحركات أصبحت تستخدم لانتاج الكهرباء التي تنتج في المحطات الكهروحرارية باستخدام المحروقات مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي .ثم اكتشف الإنسان تحويل الطاقة النووية إلى حرارية لإنتاج الكهرباء مع بداية السبعينيات من القرن العشرين. وخلال الثمانينيات من القرن العشرين، ظهرت مشكلة ارتفاع ظاهرة الانحباس الحراري،وسببها انبعاث مفرط لغاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) بالجو المحيط نتيجة الإفراط في المحروقات وتقليص الغطاء الغاباتي الأخضر من فوق سطح الكرة الأرضية . واصبحت الدعوة ملحة لإستخدام الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والطاقة الريحية والطاقة المائية للحد من تلوث البيئة وظاهرة الإنحباس الحراري .. والعلماء حاليا .. يحاولون تطوير أشكال جديدة من الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المساقط المائية .وطرق توليد الطاقة الكهربائية Generation of Electrical Energy هي عملية تحويل الطاقة من شكل إلى آخر حسب مصادرها وحسب الكميات المطلوبة لهذه الطاقة ، الأمر الذي يحدد أنواع محطات التوليد و أنواع الاستهلاك وأنواع الوقود ومصادره . وكلها تؤثر في تحديد نوع المحطة ومكانها وطاقتها .فهناك محطات التوليد البخارية و محطات التوليد النووية\ و محطات التوليد المائية و محطات التوليد من المد والجزر ومحطات التوليد ذات الاحتراق الداخلي (ديزل – غازية) و محطات التوليد بواسطة الرياح. ومحطات التوليد بالطاقة الشمسية.
الطاقة النووية هي الطاقة التي تنطلق أثناء انشطار أو إندماج الأنوية الذرية . وطاقة أي نظام سواء أكان فيزيائيا أو كيميائيا أو نوويا تحكمه قدرة النظام علي القيام بشغل ما أو إطلاق حرارة أو اشعاعات بمكن أن تتحول لشكل آخر من الطاقة . فالطاقة الكهربائية يمكن تحويلها لحرارة كما في الدفايات أو لحركة كما في المراوح أو لضوء كما في المصباح المنير .


محطات التوليد النووية

تعتبر محطات التوليد النووية Nuclear Power Station نوعا من محطات التوليد الحرارية البخارية حبث تقوم بتوليد البخار بالحرارة.التي تتولد في فرن المفاعل . والفرق في محطات التوليد النووية أنه بدل الفرن الذي يحترق فيه الوقود يوجد الفرن الذري الذي يحتاج إلى جدار عازل وواق من الإشعاع الذري وهو يتكون من طبقة من الآجر الناري وطبقة من المياه وطبقة من الحديد الصلب ثم طبقة من الأسمنت تصل إلى سمك مترين وذلك لحماية العاملين في المحطة والبيئة المحيطة من التلوث بالإشعاعات الذرية .


الاندماج النووي هو التفاعلات الذريه الناتجة من تفاعل اليورانيوم المخصب وذلك بإطلاقه نحو ذرات الهيدروجين. أو هو تفاعل أنوية العناصر المتفاعلة مع بعضها البعض مما يؤدي إلى تكوين نواة جديدة أثقل مما يؤدي إلى انتاج عنصر جديد. ومن اهم امثلة الاندماج النووي هو اندماج ذرات الهيدروجين لتكوين ذرات الهيليوم ولعل افضل مثال لهذه التفاعلات هي التفاعلات الشمسية والتي تتطلق كمية كبيرة جدا من الطاقةو إن الطاقة التي تنتجها عملية الإندماج النووي أكبر بكثير من الطاقة التي ينتجها الإنشطار النووي

مميزات الطاقة النووية



إن كمية الوقود النووي المطلوبة لتوليد كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية هي أقل بكثير من كمية الفحم أو البترول اللازمة لتوليد نفس الكمية؛ فعلى سبيل المثال طن واحد من اليورانيوم يقوم بتوليد طاقة كهربائية أكبر من تلك التي يولدها استخدام ملايين من براميل البترول أو ملايين الأطنان من الفحم. كما أنه لو تم الاعتماد على الطاقة الشمسية لتوليد معظم حاجة العالم من الطاقة لكانت كلفتها أكبر بكثير من كلفة الطاقة النووية.
تنتج محطات الطاقة النووية جيدة التشغيل أقل كمية من النفايات بالمقارنة مع أي طريقة أخرى لتوليد الطاقة، فهي لا تطلق غازات ضارة في الهواء مثل غاز ثاني أكسيد الكربون أو أكسيد النتروجين أو ثاني أكسيد الكبريت التي تسبب الاحترار العالمي والمطر الحمضي والضباب الدخاني.
إن مصدر الوقود -اليورانيوم- متوفر بكثرة وبكثافة عالية وهو سهل الاستخراج والنقل، على حين أن مصادر الفحم والبترول محدودة. ومن الممكن أن تستمر المحطات النووية لإنتاج الطاقة في تزويدنا بالطاقة لفترة طويلة بعد قصور مصادر الفحم والبترول عن تلبية احتياجاتنا.
تشغل المحطات النووية لتوليد الطاقة مساحات صغيرة نسبياً من الأرض بالمقارنة مع محطات التوليد التي تعتمد على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. فقد أكدت اللجنة التنظيمية للمفاعلات النووية على أننا بحاجة إلى حقل شمسي بمساحة تزيد عن 35 ألف فدّان لإنشاء محطة تدار بالطاقة الشمسية لتوليد طاقة تعادل ما تولده المحطة نووية بمقدار 1000 ميجاوات، كما أن مساحة الحقل المعرض للرياح اللازم لمحطة توليد تدار بالرياح لإنتاج نفس الكمية حوالي 150 ألف فدّان أو أكثر. في حين أن محطات التوليد النووية "ميلستون 2 و3" المقامة في ولاية كونيتيكت والتي تتمتع باستطاعة أكبر من 1900 ميجاوات تشغل مساحة 500 فدان ومصممة لتستوعب ثلاث محطات توليد".

استخدام المفاعلات النووية في تحلية مياه البحر

أن الماء العذب مطلب رئيسي لحياة الإنسان فهو ضروري لضمان مستو يلايئق من الحياة وعلى درجة كافية من الجودة كما أنها لازمة الزراعة والصناعة النشطة التجارية الأخرى إن ما يقارب ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية مغطى بالمياه تقدر الكمية الكلية للمياه بحوالي 1.3 × 10 مليار متر مكعب .. إلا إن الكمية الصالحة للاستهلاك البشري لا تتعدى نسبتها 0.05 ./. من المتاح والباقي مياه عالية الملوحة وجليد
إن مصادر المياه المتاحة على المستوى تتجاوز بكثير تلك المستخدمة كما أنها ليست موزعة بالتساوي بين الدول وتشير التقارير بأنه25./. من سكان العالم فقط يتمتعون بقدر كاف من المياه العذبة 15./. تتوفر لهم إمدادات مائية ملائمة صحياً ،أما باقي سكان العالم فيعانون من نقص في المياه الكافية لحياتهم اليومية ويتعرضون للأمراض الناتجة عن ذلك..الطلب على المياه يزداد بشكل سريع نتيجة للنمو السكاني والصناعي والتطور الحضاري،وأن الحاجة إلى المياه الكافية لاستهلاك الفرد على المستوى اليومي ستشمل أيضاً الدول التي تتمتع حالياً بوجود قدر كاف من المياه لديها،بالإضافة إلى تلك التي تعانى من عجز مائي حاد .وبالتالي فإن عملية ضمان توفير مياه عذبة صالحة للاستهلاك البشرى وبتكلفة في المتناول ستصبح مصدر قلق وتحدياً كبيراً وقد تتسبب في تدهور البنية الإجتماعية وتتعرض حياة مجموعات كبيرة للخطر.أن الماء يعد في بعض التصورات دليلاً على ثراء الشعوب ،حيث يرتبط الناتج القومي الإجمالي بمعدل استهلاك الفرد للمياه.وهذا يعتمد بطبيعة الحال على الظروف المناخية كما هو موضح بالشكل.أن أقل كمية من المياه العذبة ذات الجودة العالية التي يتطلب توفيرها للشخص في اليوم لتفادى الإصابة بالأمراض هي 80 لتر وذلك حسب ما أوصت به منظمة الصحة العالمية.
كمية الطاقة المتطلبة لتحلية مياه البحر :
تحلية مياه البحر تتطلب كميات هائلة من الطاقة في صورة طاقة حرارية أو كهربائية أو كلاهما معاً . وسيصدر جدولاً في العدد القادم يوضح استهلاك الطاقة لانتاج متر مكعب من المياه العذبة لكل عملية من عمليات التحلية . تكلفة الطاقة المستهلكة تعتبر عنصراً جوهرياً أو أساسيا في تقدير التكلفة الكلية للمياه المنتجة في عملية التحلية . فقد وجد بأن تكلفة الطاقة قد تصل إلى حوالي 58% من أجمالي تكلفة المياه المحلة . أن محطات التحلية المنشأة اليوم تعتمد في تزويد بالطاقة على مصادر أحفورية مثل النفط والغاز أو الفحم اللهم إلا محطات قليلة تستخدم الطاقة النووية .
استخدام الطاقة في التحلية :
أن استخدام المفاعلات النووية أساسا في إنتاج الطاقة الكهربية أو الحرارية بتكلفة منخفضة نسبياً شجع دولاً كثيرة على أجراء دراسة جدوى لإمكانية استخدامها كمصدر للطاقة لعمليات التحلية لانتاج مياه الشرب. فكرة استخدام المفاعلات النووية كمصدر في تحلية مياه البحر ليست وليدة اليوم ، ولكن الفكرة كانت محل دراسة وتحليل منذ منتصف الستينات . وبهذا الخصوص صدر عن الوكالة الدولية النووية سلسلة من التقارير الفنية ضمن برامجها في استطلاع التحلية بالطاقة النووية وتضمنت عدة اجتماعات فنية متخصصة كان آخرها في تلك الفترة الاجتماع المتعلق باستخدام الحرارة من المفاعلات النووية في إزالة الملوحة من مياه البحر الذي عقد في فينيا خلال الفترة من 29-6 إلي 1-7-1977 .ونتيجة لعدم التيقن من موضع التكاليف وعدم ملائمة حجم المحطات النووية المشيدة في ذلك الوقت مع محطات التحلية وقضايا السلامة المتعلقة بموضوع المحطة النووية بالقرب من أعداد كبيرة من المستهلكين لمياه التحلية تمت التوصية بأن تواصل الوكالة اهتمامها بالتطويرات في مجال التحلية بالطاقة النووية والتنظيم لاجتماع بالخصوص عند توفر الاهتمام الكافي .

استخدامات الطاقة النووية ومستقبلها

استخدامات الطاقة النووية ومستقبلها

في أوائل السبعينات من هذا القرن برزت أزمة الطاقة في العالم لأول مرة فاتجه العالم الصناعي لإيجاد بدائل
مناسبة تزوده بالطاقة المضمونة والرخيصة وكان من أبرز هذه البدائل الطاقة النووية التي شكلت محاولة جادة
من العالم الصناعي لتجنب تقلبات أسعار النفط وبالرغم من نجاح استخدام الطاقة النووية في مجالات متعددة إلا أن الخوف من مخاطرها ما يزال باقياً في ذاكرة الزمن ويصعب نسيانه أو تجاهله .

استخدامات الطاقة النووية :-
 
بان واضحاً اليوم أن استخدام الطاقة النووية دخلت في معظم المجالات العلمية والزراعية والطبية والصناعية
ومن المؤكد اتساع استخدامها مع بدايات القرن القادم بالاضافة إلى توفير النصيب الأكبر من الطاقة الكهربائية للعالم ففي المجال الصناعي أضحت كثافة الكثير من المواد وفحص المنتوجات تقاس بمقاييس خاضعة
لأجهزة نووية مثل كميات الحديد في السيارات ومحركات الطائرات النفاثة وهياكلها وساهمة الذرة في تحقيق
اكتشافات مهمة ذات علاقة بالآثار والتاريخ إذ ساعدت في معرفة أعمار كثيرة من الآثار والتاريخ عن طريق استخدام الاشعاعات اللازمة لفحص عينات العظام والنباتات القديمة وفي مجال الطب دخلت الذرة كأن
أساليب العلاج القديمة والحديثة لكثير من الحالات المرضية المستعصية مثل السرطان وأمراض الدماغ . كما أنها لها استخدامات أخرى في مجال الكشف عن الجريمة وذلك بفحص بقايا طلقات المسدسات عن طريق الذرة . الأمر الذي يساعد على معرفة المجرمين . أما المجال الكهربائي وهو الأهم فتشير إحدى الاحصاءات إلى أن نسبته 25% من كهرباء العالم مصدره الآن محطات نووية ويقدر البعض عدد هذه المحطات ما بين
420 إلى 510 محطة في اكثر من 40 بلداً من بلدان العالم . ففي الولايات المتحدة وحدها يوجد نحو 110محطة تنتج ما يصل إلى 22% من الكهرباء التي تحتاجها . لقد أصبح من المؤكد طبقاً للمقدمات الحالية في
إطار استخدامات الذرة . إن هذه الاستخدامات ستتوسع بشكل يسيطر على معظم المجالات خلال العقود الأولى من القرن القادم خاصة في مجالي الفضاء والطاقة .
 

 في المجالات الطبية :-
 
ما زال كثير من الناس يعتقدون أن الهدف الأساسي من استخدام النظائر المشعة في المجالات الطبية يقتصر على علاج المرض الخبيث ( الأورام السرطانية ) . ولكن الواقع شيء آخر ويتضح ذلك من الاحصائية الآتية :-
حوالي  5 %  من مجموع النظائر المشعة على الاكثر تستخدم في علاج الأورام السرطانية وقانا الله وإباكم شر هذه الأمراض . كذلك حوالي 15 % من المجموع يستخدم في علاج بعض الأمراض الأخرى أو الوقاية من هذه الأمراض . أما بالنسبة للبقية الباقية من مجموع النظائر المشعة ومقدارها 80 % فهي تستخدم لأغراض التشخيص الطبي وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن دراسة وتشخيص الحالة التي تكون عليها حالة الغدة الدرقية من نشاط وخمول وذلك باستخدام اليود المشع إذ أن معدل امتصاص الغدة الدرقية لعنصر اليود المشع يتوقف على قدرتها في أداء وظيفتها لجسم الإنسان على أكمل وجه فضلاً عن أن عدد كبير جداً من
النظائر المشعة تستخدم في كثير من أغراض التشخيص الطبي الأخرى مثل الكالسيوم المشع . كما تمكن العلماء في المجال الطبي من تصنيع قلب يعمل بنظير البلوتونيوم ولكن هل لهذا القلب القدرة على تبادل
العواطف إن هو زرع في جسم الإنسان ؟ الجواب يقينياً 000لا 00وسيقتصر عمل هذا النوع من القلوب الخالية من الحنان والحب والعطف على فتح الدم إلى جميع أجزاء الجسم . بالاضافة إلى أن نبضاته سوف تعدعلى الإنسان أيامه كما قال الشاعر :
دقات  قلب المرء قائلة   أن الحياة دقائق وثوان .


  في مجالات التغذية
 يقصد بالتغذية سواءاً كانت بروتينية ( ناتجة عن الحيوان ) أو كربوهيدراتية ( ناتجة عن النبات ) .
هذا ويعتبر العلماء العاملون في مجالات التغذية أن الذرة  وأعني بذلك النظائر المشعة قد أمدت العالم بطريقةبالغة الأهمية إذ تحقق زيادة الانتاج الحيواني والانتاج النباتي على حد سواء وعليه بدأ إعلان الحرب النوويةعلى الجوع وهذه حرب مطلوبة لأنها تساعد على رفاهية الإنسان كما ساهمت الذرة في تحسين سلالات
المحصولات الزراعية والحيوانية وساعدت أيضاً في عملية تعقيم اللحوم والخضروات وحفظهما من التلوث
والتلف . ويعتبر حفظ الاغذية بطريقة تعريض المواد الغذائية لجرعة مناسبة من الاشعاعات النووية أحدث طريقة ابتكرها الإنسان وهي تختلف عن وسائل التعقيم الأخرى مثل التجفيف والتجميد والبسترة التقليدية والتعليب والتبريد 0000 إلخ . وينقسم طرق حفظ الغذاء بالإشعاعات النووية إلى طريقتين هما :-
 البسترة الاشعاعية : -
 
وتتم بتعرض المواد الغذائية ( نباتية كانت أم حيوانية ) لجرعات صغيرة من الإشعاعات النووية الصادرة من نظير مشع .
 
الطريقة الثانية : -
 
التعقيم الإشعاعي : -
 
وهو يشبه عملية البسترة الإشعاعية إلا أن قيمة الجرعات التي تتعرض لها المواد الغذائية أكبر بكثير من تلك الجرعات المستخدمة في عملية البسترة الإشعاعية .
وتقاس جرعة الاشعاعات النووية بوحدات تعرف الوحدة منها باسم »راد« وتستخدم في الطريقتين السابقتين جسيمات بيتا وأشعة جاما ( نوعان من أنواع نواتج النظائر المشعة) . الصادرتان من نويات النظائر المشعة . فضلاً عن استخدامها للقضاء على الحشرات ومنع تنبيت المحاصيل النباتية فترة تخزينها . وعلى وجه العموم يفضل استخدام أشعة جاما نظراً لقدرتها الكبيرة على اختراق المواد التي تتعرض لها كما أمكن استخدام الاشعة السينية والحزم الإلكترونية التي تقدر طاقتها بحوالي 5 مليون الكترون فولت ويمكن استخدام جسيمات ألفا في حالات استثنائية .وفي الحقيقة ان حفظ الغذاء ( نباتي أو حيواني ) بهاتين الطريقتين الاشعاعيتين يجنبنا استخدام المبيدات الكيميائية فضلاً عن أنهما وسيلة فعالة للقضاء على السالمونيلا وما يسببه من أمراض .
كذلك أمكن حفظ كميات هائلة من الأغذية التي كانت تفقد نتيجة تعرضها للأوبئة والميكروبات المختلفة التي تفسدها . إذ أن حوالي 35% من المحصول الغذائي العالمي كان يفقد ولا يستفاد منه مطلقاً وذلك قبل استغلال الذرة في حفظ هذه الكميات الهائلة وليس هذا فحسب بل أمكن زيادة المحصول الغذائي وبطبيعة الحال فإن هناك بعض الأغذية قد لا تصلح فيها استخدام طريقة المعالجة الحديثة ( التشعيع) وهذا يوحي بضرورة الابقاء على الطرق التقليدية للحالات التي لا يمكن استخدام الاشعاعات النووية فيها كما أن بعض النظائر المشعة تأثيراً على نمو بعض النباتات ومن هذه النظائر الفوسفور الذي يتسبب في اعاقة نمو النبات .
هذا مثل لإستغلال نواتج الإشعاعات النووية في سبيل التعايش السلمي إذ أن تفاصيل استخدامات الاشعاعات النووية في مجالات التغذية واسع طويل جداً . ومجمل القول هو أن البحوث المتعلقة بمعالجة المواد الغذائية نباتية كانت أم حيوانية بطريقة التشعيع النووي قد أثبت جدواها ونجاحها المطلق بالإضافة إلى امكانيات القضاء على الطفيليات  وجراثيم التسمم الغذائي والميكروبات المرضية الأخرى مع المحافظة على القيمة الغذائية الموجودة في الغذاء النباتي أو الغذاء الحيواني على السواء .


 في المجالات الصناعية : -
 
تشكل الطاقة النووية الانشطارية ونواتجها من اشعاعات وجسيمات نووية عاملين أساسيين في الصناعة والعاملان هما :
 العامل الأول :
ويساعد في كثرة الانتاج الصناعي إذا أن هذا الأخير أحوج ما يكون إلى كل من الطاقة الحرارية التي بدورها تنتج الطاقة الكهربائية .
 العامل الثاني :
 ويساعد على تطوير الانتاج الصناعي بالتغلب على مشاكل التطوير وعيوب التصنيع على حد سواء وغير ذلك من مشاكل أخرى أمكن التغلب عليها كما سنرى فيما بعد بإذن الله .
يعتبر العامل الأول مثل من أمثلة الاستخدام غير المباشر للطاقة النووية الانشطارية في مجال الصناعة . ولنترك هذا وشأنه ودعنا نتجه إلى مناقشة الاستخدام المباشر للذرة في المجالات الصناعية المختلفة الكثيرة وكما استخدمت النظائر المشعة في مجالي الطب والتغذية والمساعدة في سرعة النمو النباتي والحيواني وحفظ الاغذية نباتية كانت أم حيوانية فهي تستخدم في الصناعة بشكل غير محدود واعم
في الحقيقة أن الهدف الذي يحققه استخدام الذرة في مجال من المجالات التي ذكرنا أم لم نذكر عدا توليد الطاقة الحرارية تكاد جميعاً تتشابه وتسير لغاية واحدة إلا أن السلوب يختلف باختلاف مجال التطبيق وقد ذركنا أن الذرة تستخدم في التشخيص الطبي كما استخدمت في حفظ الاغذية وهي اين الذرة تستخدم في الصناعة وسوف نبين ذلك :-
مجالات استخدام النظائر المشعة في المجالات الصناعية متعددة ويصعب حصرها بيسر وسهولة في هذا البحث على الأقل ولكنا سنورد بعض من الأمثلة المحصورة والمحصورة جداً فقط . مع ايجاز في القول لا يضيع المعنى لنتبين المدى والذي بلغته الذرة في هذا المجال الحيوي ألا وهو المجال الصناعي وإليكم الأمثلة مع الأمل بأنها تفي بالغرض المنشود من وراء ذكرها وهاهي  الأمثلة :

1-            الجودة الصناعية : -
تستخدم النظائر المشعة في الأعمال التجارية للتأكد من جودة ما يتداوله الناس من سلع في حياتهم اليومية وما يستخدمون من أدوات فضلاً عن استخدامها في صناعة السبائك لمعرفة جودتها .
 
2-            العيوب الصناعية : -
كما استخدمت الذرة في معرفة أي مصنوع كان فهي تستخدم أيضاً في التعرف على العيوب الصناعية وقد يذهب إستغلال الذرة واستخدامها إلى أبعد من ذلك فمثلاً تستخدم الذرة للدلالة على التسرب الذي قد يحدث في الانابيب الموضوعة في باطن الارض أو في داخل جدران المباني للقيام بأعمال مختلفة ففي المملكة العربية السعودية يمتد خط أنابيب طويل جداً لنقل خام البترول ومشتقاته من أبقيق في المملكة إلى صيدا في لبنان وتجرى المحافظة عليه باستخدام النظائر المشعة التي تخرج مع خام البترول بقصد إرشاد المسئولين عن موضع ومكان التسرب وتحديده بالضبط .
 
3-             القياسات الدقيقة :
وفي مجالات القياسات الدقيقة تعتبر الذرة وسيلة دقيقة غاية في الدقة إذ يمكن مزج النظير مع خام البترول أو أحد نواتجه أن نعلم على الفور وبدقة لحظة وصول آخر قطرة من نوع آخر معين من المواد البترولية والكمية المصدرة فضلاً عن إمكان تعيين مستوى السوائل داخل مستودعاتها ( الصناعية أو الطبيعية ) . وتعتبر النظائر المشعة وسيلة دقيقة للغاية لقياس سمك الصفائح المعدنية الرقيقة والأوراق والانسجة وليس هذا فحسب بل تساعد على التعرف الفوري على أية اختلافات في سمك أية منطقة من مناطق تلك النواتج المستعملة صناعياً .
 
4-             مصادر الطاقة : -
بجابن ما تقدم يمكن استخدام النظائر المشعة كمصدر للطاقة ( الضوئية ) مباشرة أو بطريق غير مباشر. فمثلاً يستخدم الاسترفشيوم في الساعات كمصدر ضوئي وهذا استخدام مباشر وقد يستخدم الاسترنشيوم في تصنيع البطاريات النووية لتحل محل البطاريات الكيميائية التقليدية علماً بأن الاسترنشيوم أحد مخلفات لمفاعلات النووية الانشطارية والبطاريات النووية تزن الواحدة منها على أكثر تحديد حوالي ثلاثة كيلو جرام ولها القدرة على انتاج الطاقة الكهربائية على مدى خمس سنوات متواصلة وتبلغ الطاقة الكهربائية الصادرة عنها قدراً يكافئ ما تعطيه لنا ثلاثة آلاف بطارية كيميائية تقليدية تستبدل الواجدة منها تلو الأخرى ليظل مصباحاً كهربائياً شدته الضوئية مكافئة لستين شمعة (وات) على طول الفترة الزمنية السباقة الذكر .
 
5-              عامل مساعد :
نظراً لما تمتاز به الاشعاعات النووية الجامية من قدرتها على اختراق المواد لمسافات كبيرة فقد إمتدت إستخدامتها في الصناعة الكيميائية لتحل محل الوسيط العامل المساعد في صناعة البلاستيك لتكوين الجزيئيات الطويلة جداً بطريقة البلمرة بالإضافة إلى تنشيطها للتفاعلات الكيميائية بوجه عام فيما تقدم من أمثلة عن استخدام للنظائر المشعة الذرة في المجالات الصناعية استفدنا بخاصة النشاط الاشعاعي التي طوعت لتكشف عن عيب في صناعة أو تستخدم كأجهزة قياس دقيقة . والحديث في هذا المضمار واسع وعريض وفي نفس الوقت ممتع وشيق وخلاصة القول إن استخدام النظائر المشعة وأجهزتها في المجالات لصناعية قد انتشر على نطاق واسع وهذا يتطلب إقامة صناعة أخرى جديدة لإنتاج النظائر المشعة وتصنيع الاجهزة الخاصة بتشغيل هذه النظائر والحماية منها والإشارة إلى أماكن تواجدها وهذا الأمر ساعد الصناعة النووية على النمو الهائل المطرد في فترة زمنية قصيرة جداً بالقياس إلى تطور الكشوف الأخرى السابقة لها .


في المجالات العلمية :
 
لقد أصبحت الذرات المشعة وكذلك النظائر المشعة بوجه عام وسيلة كشف فريدة من نوعها خاصة في مجالات البحث العلمي وفي مجالات العلوم البحتة على حد سواء .
ومن أمتع الحقول التي تعمل فيها الذرات المشعة (الطبيعية بوجه خاص ) حقل الحفائر . إذ أن الذرات المشعة الطبيعية تحصى على الأموات من الأحياء جميعها ( إنسان أو حيوان أو نبات ) أعمارهم بعد مفارقتهم لحياتهم الدنيا كما تحصى عمر القديم من جماد . ويرجع الفضل في هذا الحقل إلى الله الذي سخر الطبيعة ذاتها لإتاحة الفرصة لذلك .
فالأحياء جميعها تحمل بين ذراتها وسيلة توقيت غاية في الدقة تبدأ في العمل بعد الموت مباشرة وكذلك الجماد الذي لم ينعم بالحياة يوجد بين ذراته نفس الوسيلة وهي وسائله لقياس الوقت وكم بقى عليه لينتهي غير تلك التي نألفها إذ هي ساعات ذرية مادتها الكربون المشع وما الكربون إلا فحماً نقياً غاية في النقاء ليس به شائبة يعمل كعمل الزنبرك الموجود في الساعات التقليدية .
ويبدأ حساب عمر الأموات ( كم مضى عليه من الوقت وهو ميت فيه ) بإستخلاص كمية من كربون ذلك الميت وذلك عن طريق عمليات كيميائية مبسطة فنتيجة لذلك نحصل على نوعين من الكربون هما :
أ‌-                نوع خامل ليس له نشاط إشعاعي وزنه الذري (12) .
ب‌-    نوع آخر له القدرة على النشاط الإشعاعي إذ تنبعث منه إشعاعات على هيئة نبضات كهربائية وزنه الذري (14) . وبعد الحصول على هذه الكمية من خليط الكربون تؤخذ منها عينة معلومة الوزن وتوضع أمام كشاف نووي مثل عداد (جيجر مولر) فيكشف عن وسيلة التوقيت الذاتية الكامنة في المادة الميتة من مخلفات الأحياء . ويتيح الكشاف النووي للدارس فرصة مراقبة مرور الزمن عليه بما يسجل من إشارات يمكن للعين رؤيتها أو يمكن تسجيلها بوسيلة مناسبة ، تسمع أو تقرأ على السواء ويعتمد عدد النبضات التي يسجلها الكشاف النووي على شدة الإشعاع الصادر من الكربون المشع وبناءً على ما نعمله من أن الكربون المشع يفقد نصف قدرته الإشعاعية بعد مضي (5550) سنة لذلك لا يكون لعدد صغير من السنوات تأثير يذكر على شدة الاشعاعات هذه . وهذا يقودنا إلى احتمال وجود خطأ يقدر بحوالي (-+75) سنة . وبالقياس الدقيق لشدة الاشعاع المتبقي في العينة المأخوذة بالإضافة إلى استخدام بعض العمليات الحسابية البسيطة يمكن تعيين عمر ذلك المخلف ( من الأموات ) من العمليات الحسابية البسيطة من لحظة وفاة إلى اليوم الذي يتم فيه قياش شدة الاشعاع الصادر من المخلف والسؤال الآن كيف تكون الكربون (14) في الطبيعة ؟ وإليكم الجواب : -
نعلم أن عنصر النتروجين هو أحد مكونات الهواء وهو يوجد منفرداً في الهواء . إذ لا يتحد مع أي عنصر آخر . وعدده الذري (7) ووزنه الذري (14) أي به (7) نيترونات بالإضافة إلى (7) بروتونات موجبة الشحنة .
ونتيجة لتساقط الأشعة الكونية على الغلاف الجوي لأرضنا يتولد عدد لا يحصى من النيترونات جسيما نووية متعادلة كما نعلم وعندما يصيب هذا النيوترون نواة ذرة نتروجينية يحيث يظل وزنها الذري مساوياً إلى (14) وهذا يتطلب أن يصبح العدد الذري للذرة النتروجينية المصابة مساوياً إلى (6) وهذا المعدل يمثل نفس قيمة العدد الذري لذرة الكربون (12) وعليه فنتيجة لإصابة نواة ذرة النتروجين بالنيوترون تحولت إلى ذرة كربونية مشعة لذلك يطلق عليها الكربون (14) المشع
يلاحظ أن الذرة الجديدة المتكونة تضم في نواتها (6) بروتونات موجة الشحنة وبجانبها (8) نيوترونات متعادلة الآن ما تريد هذه الذرة ؟ .. تريد أن تعدل من تركيب نواتها ، لتعيد سيرتها الأولى وتعيد إلى سابق حالتها الطبيعية النتروجينية التي خلفها الله عليه أول مرة . وهذا الأمر يتطلب أن يصبح بالنواة (7) بروتونات بجانب(7) نيوترونات . أما الإلكترون (أ-) فليس له في داخل النواة المعدلة مكان فيخرج منطلقاً وبسرعة كبيرة جداً على هيئة نبضة كهربائية تسجل بمجرد سقوطها على الكشاف النووي المستخدم كمقياس لعمليات الإشعاع النووي الذي يصاحب هذه التحولات الطبيعية .
أما في فترة ما يكون الكائن الحي على قيد الحياة فيستمر تبادل الكربون (12) غير المشع والكربون (14) بين الكائن الحي والهوا ء. وبذلك تظل النسبة بينهما في جسم الكائن الحي هي ذات النسبة القائمة بينهما في الهواء الجوي وهذه النسبة هي أن كل مليون مليون ذرة من الكربون المشع (12) الخامل معها ذرة واحدة فقط من الكربون (12) غير الخامل . وجدير بالذكر أن كل جرام واحد من الكربون (خليط)  خمسين مليون مليون مليون ذرة كربونية مشعة والباقي كربون غير مشع فإذ كانت الأحياء تحللت تدريجياً إلى كربون وعلى فترات زمنية طويلة جداً ويبقى البعض قائماً وابتداءاً  من لحظة الوفاة يقف تبادل الكربون بنوعية بين الكائن الحي والهواء فماذا يعني هذا ؟ يعني هذا أنه في لحظة الوفاة تكون حصيلة الكربون (14) المشع معروفة ومساوية لما هو كائن في الهواء وهذا القيمة ثابتة على مر الزمان . ويبدأ هذا الإشعاع يقل عاماً بعد عام داخل المخلفات ولاخويات . وهكذا نجد أن الذرة تعطي شهادة وفاة . وجدير بالذكر هو أن هذا التحول الذاتي لا يتأثر بتعيرات درجة الحرارة والضغط وفي الحقيقة إن خاصية الإشعاع النووي تعتبر من الخواص الفيزيائية المطلقة والخاصة المطلقة تختلف عن الخاصية الفيزيائية النسبية . فمثلاً اللزوجة والمرونة والتوتر السطحي جميعها من الخواص الفيزيائية للمواد ولكنها نسبية ونقصد بهذا أن هذه الخواص النسبية تعتمد على التغير في درجات الحرارة والضغط وعلى وجه العموم ليس الكربون (14) المشع هو النظير الكربوني المشع الوحيد الذي يستخدم لإعطاء شهادة وفاة . بل يشاركه البوتاسيوم المشع أيضاً ويستخدم هذا الأخير لتحديد أو قياس عمر الحفريات لمدى أكبر مما يعطيه الكربون المشع هو النظير الكربوني المشع الوحيد الذي يستخدم لإعطاء شهادة وفاة بل يشاركه البوتاسيوم المشع أيضاً ويستخدم هذا الأخير لتحديد أو قياس عمر الحفريات لمدى أكبر مما يعطيه الكربون المشع ويتم القياس بطريقة مشابهة وكما للمخلفات قصة مع الذرة، فإن للغواصات قصة أخرى وللطائرات كذلك وللأرصاد الجوية وعلوم طبقات الأرض والبحث عن المعادن والمياه أيضاً قصص أخرى وفي الجملة ، يمكن القول بأن لكل حقل الحياة العامة والخاصة على السواء قصة مع الذرة ونعلم أن الإنسان بوجه عام هو بطل القصة لذلك أجد أنه من الأوفق أن أختم كتابي هذا بقصة الإنسان لذلك أجد أنه من الأوفق أن أختم كتابي هذا بقصة الإنسان مع الذرة أو إن شئت فقل قصة الذرة مع الإنسان .

مخاطر الطاقة النووية على الإنسان والبيئة

مركز دراسات البينة / عبدالرضا المالكي في السنوات الاخيرة عمت في الادبيات السياسية واجهزة الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة فوبيا جديدة، ارتبطت بانتهاء الحرب الباردة،

وتفرد الادارة الامريكية بالهيمنة على صناعة القرارات الاممية. هذه الفوبيا تدعى احيانا بالتكنولوجيا النووية، وفيما ندر بالسلاح النووي مع الفرق الشاسع بين المسميين، ان لكل فعل ردة فعل، والمنطقي ان ترفض الشعوب المحبة للسلام المعايير المزدوجة لما يدعى بالشرعية الدولية. المنطقي ان يحاسب العرب والمسلمين على محاولتهم حيازة الاسلحة النووية حين يتم نزع اسلحة الدمار الشامل من المنطقة باسرها اما غض النظر عن الكيان الاسرائيلي، وتمكينه من امتلاك مختلف اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح النووي، فليس لذلك من معنى سوى اعطائه الضوء الاخضر لمواصلة عدوانه وهو منطق متحيز ينبغي عدم القبول به، في كل الاحوال. السلاح النووي الذي اصبح مجرد الحديث عنه امرا يثير الخوف والرعب، لم يتم استخدامه حتى الان في اية قوة من العالم (غير المتحضر) وقد انفردت امريكا باستخدام هذا السلاح المدمر ضد اليابان ونظريا على الاقل، كان امتلاك الاتحاد السوفيتي لهذا السلاح منذ العام 1949 وقدرته على مواجهة امريكا به، وهو الذي حال بينها وبين مواصلة استخدامه في مناطق اخرى ولم يعد بامكان اي من القطبين استخدام هذا السلاح في الحروب التي اعقبت امتلاك السوفيت له، فكان ان تحولت القوة النووية الى سلاح ردع، يستحيل على اية قوة استخدامها ضد الاخرى لان معنى ذلك دمار القوتين العظميين وربما دمار شامل للعالم. وخلال الحرب الباردة، كان احد المعالم البارزة نزوح القوتين نحو سباق التسلح كان كل منهما يسعى الى امتلاك رؤوس نووية اكبر، وقوة تدميرية اعلى. وكان الصراع في الجانب الاخر، يتركز على ايجاد طرق انذار مبكر، وخلق اسلحة مضادة تعترض السلاح النووي قبل وصوله الى هدفه، كما تعتمد على سرعة المباغتة او المفاجأة والتهرب من وسائل الانذار، وهكذا انشأ كل طرف ترسانة تدميرية هائلة قادرة على اقتلاع الكرة الارضية والقضاء على كل انواع الحياة فيها. بعد نهاية الحرب الباردة وجدت مناخات مختلفة، حدت من سباق التسلح، ربما الى حين وادراكا من الدول الكبرى التي تمتلك السلاح النووي لما يضفيه امتلاك هذا السلاح عليها من مزايا في فرض الهيمنة على الدول الاخرى وصياغة السياسات الدولية، وفقا لمصالحها الخاصة، فانها وضعت خطوطا حمر على الدول الاخرى، لكن ذلك لم يمنع بعض دول العالم الثالث من التفكير جديا في استثمار الطاقة النووية لاغراض سلمية، واقيمت عدة مفاعلات نووية صغيرة في عدد من تلك الدول، لكن حكومات اخرى تجاوزت الخطوط الحمر، وكانت المعايير المزدوجة التي حكمت سياسات الادارات الامريكية المتعاقبة قد اتاحت لكيانات حليفة لها الدخول في النادي النووي دون ان تتعرض لابتزاز من هيئة الطاقة الذرية او ارهاب الدول الكبرى، وفي مقدمة تلك الكيانات (الكيان الصهيوني) وبرغم رفضه باستمرار التفتيش على منشآته النووية فانه بقى بسبب المساندة الامريكية، بمنأى عن الضغط والعقوبات والتفتيش. وكانت جنوب افريقيا (العنصرية): هي المثل الاخر الصارخ على ازدواجية المعايير. فهذه الدولة، برغم وقوف العالم باسره ضد نهجها العنصري انذاك، وصدور قرارات بفرض حصار اممي بحقها، فانها امتلكت ترسانة نووية كبيرة، دون اعتراض الاعضاء الدائميين في مجلس الامن الدولي على تلك، والغرابة في الامر ان تلك السياسة تبدلت راسا على عقب اثر تسلم (نيلسون مانديلا) للسلطة بعد انهيار النظام العنصري، اذ اصرت الاسرة الدولية (الآمرة) بقيادة امريكا وحلفائها الاوربيين على تفكيك الترسانة النووية لجنوب افريقيا كأحد الاثمان التي لابد من دفعها من قبل الافريقيين للحصول على استقلالهم. هذه المعادلة الجائرة تبقى سيفا مسلطا على الامن القومي لكل دولة من دول العالم الثالث، ولابد من ايجاد حل لها، فاما نزع اسلحة الدمار الشامل من المنطقة باسرها او تمكين اية دولة من امتلاك التقنية النووية للاغراض السلمية ومن حقها كذلك امتلاك السلاح الذي تدافع فيه عن وجودها وأمنها. ولكن بالرغم ما اشرنا اليه فهناك موضوع ذات الصلة وهو خطورة الطاقة النووية على (التنمية المستدامة) فقد اتسعت الدعوات الى ضرورة استخدام الطاقة النووية عربيا وخرج علينا مؤيديو تلك الدعوات باحصاءات واحتمالات وتنبؤات تجعل تلك الطاقة الحل الوحيد الذي لن تتمكن المجتمعات العربية من دونه توفير الكهرباء لمستهلكي المستقبل ولا اثارة ظلمة الاجيال المقبلة، ونسوا او تناسوا طاقات خلقت نظيفة مسخرة دائبة فتغاضوا عن طاقة الشمس المشعة بلا غيوم على طول وعرض الصحارى العربية، وطاقة القمر الساطع في سماء الشواطئ العربية الطويلة يرفع ويخفض البحر كل نهار وليلة، كما يبدو انهم صرفوا النظر عن موجودات النفط والغاز وبحور لا حدود لها تسبح فوقها معظم الارض العربية من باب الحرص البيئة والتنمية المستدامة او من باب خشية النضوب او حرصا على اولوية التصدير. ولعل سذاجة الذرائع التي تطرح في مجال استخدام الطاقة النووية تخفي اسبابا غير مصرح عنها وان كانت غنية يرواع المصالح الخاصة. فهل تمكنت المصالح الغربية ووكلاؤها اخيرا من انتزاع الموافقة الرسمية عربيا فقد الاتجاه نحو استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية جادا بعد ان تراوح الحديث عنها، فيما مضى، بين رفض وقبول او شروع فعدول؟.. طال واتسع النقاش والجدال حول استخدام الطاقة النووية عربيا على نحو يشير الى تردد مقبول وخشية مبررة، فقرار استخدام الطاقة النووية يعد قرارا مصيريا يمس صميم مصالح الشعوب العربية حاليا ومستقبلا بل ويتعلق في كثير من الجوانب، قبل المصلحة، بالوجود والبقاء.. من هنا كان من الضروري اتخاذ مثل هذا القرار المصيري في الدول العربية النظر في مختلف جوانبه واثاره ومن ذلك على وجه الخصوص ما يتعلق بالبيئة والسلامة والامن والتكلفة الباهضة وكما يلي: أولاً : ما يتعلق بالحفاظ على البيئة وعلاقة الطاقة النووية بما يدعى بالتنمية المستدامة فانه من الغريب ان يقرن معظم المروجين لاستخدام الطاقة النووية بينها وبين التنمية المستدامة وصداقة البيئة في حين تعد الطاقة النووية اكبر عدو للبيئة من حيث خطر التسرب ومن حيث مشكلة التخلص من النفايات، ان هدف الحفاظ على البيئة بالحد من التلوث الذي بسببه استخدام النفط ومشتقاته هدف نبيل ومهم، لكن اللجوء الى الطاقة النووية بهدف الحد من التلوث الناجم عن الافراط في استخدام النفط ومشتقاته سيوقعنا في خطر تلوث ما حق تمثله الطاقة النووية يبدو التلوث النفطي امامه بسيطا لا يذكر. والشواهد على صحة ماذهبنا اليه واضحة فيما حدث في (تشيرنوبل) وفي تسربات وتلوثات اخرى غير معلن عنها في الولايات المتحدة الامريكية اضافة الى آثار استخدام الاسلحة النووية (الخفيفة) على النحو الذي اظهرت معالمه تشوها في الاجنة وزيادة في الاورام في عدد من الدول العربية خصوصا العراق وفيتنام والاراضي القريبة من مفاعل (اسرائيل) والبحر الميت اذ تجري (اسرائيل) تجاربها النووية. ثانياً : ان التأكيد بان الطاقة النووية تستخدم لانتاج الكهرباء وللاغراض السلمية الاخرى قد يوحي الى ان خطر الطاقة النووية يتمثل في استخداماتها العسكرية فقط في حين ان خطرها يستوي فيه الى حد كبير الاستخدام العسكري (التفجير بالقنابل) والتسرب (المدني السلمي) فاذا كانت الاستخدامات العسكرية للطاقة النووية تمثل القتل المتعمد فان التسرب يمثل انتحارا قد يقع بلا حدود وبلا انذار ليشكل الكوارث الكبرى المروعة. ثالثاً : اما من حيث الاحتجاج والذرائع بنضوب مصادر الطاقة الحالية من نفط وغاز وضرورة الحفاظ على تلك المصادر التي هي في رأي المختصين، اولى بالتصدير، فان الذريعة بنضوب الموارد المعدة للتصدير لابد من ان يقابل بتساؤل عن نصيب المواطن العربي بالكهرباء قبل التفكير في تصديرها، او حجزها بانتظار استثمار اجنبي او مستوطنين جدد. رابعاً : ان الحاح بل طغيان المصالح الخاصة على تسويق الطاقة النووية الى المنطقة العربية يبدو واضحا اذا اخذ في نظر الاعتبار ان تجارة المحطات اياها صارت تجارة بائرة بعد حوادث التسرب المفضوحة التي تمت الاشارة اليها، وعليه فان تسويق تلك المحطات وبناءها بعد حوادث التسرب تلك يلقى مقاومة ومعارضة صريحة من غالبية مواطني الشمال المتقدم الذين آثروا التوجه نحو الطاقة النظيفة (10%) من الطاقة المستخدمة في انتاج الكهرباء والتدفئة في المانيا هي طاقة شمسية مع قلة سطوع الشمس هناك مقارنة بالمنطقة العربية. خامساً : اما التبعية فتتمثل في ان العرب لا يملكون من الطاقة النووية سوى دفع تكاليفها الباهضة لمحتكر اجنبي يحتكر احتكارا تاما انتاج موادها الاولية وكوادرها الفنية ونظم ادارتها وتشغيلها وامنها والتحكم في اسلوب التخلص من نفاياتها وهي ام الكوارث للبيئة على نحو يجعلنا نؤكد هنا ما سبق ونوهنا اليه من ان الاتجاه نحو استخدام الطاقة النووية عربيا يضيف الى اصفاد التبعية العربية محكما يلف العنق بعد ان كبلت قيود المنشآت النفطية الخليجية وقيود الفجوة الغذائية وفجوة التقنية (الايدي والاقدام). سادساً : ومن حيث التكلفة فقد اشارت بعض الدراسات الى ان كلفة انتاج الكيلو واط من انشاءات بناء المحطات لتوليد الغاز لا تزيد على (350) دولارا، اما في المحطة النووية فتصل الكلفة الى (2000) دولار للكيلو واط وذلك من دون ان تحتسب تكاليف الاضرار البيئية او تكاليف معالجة تلك الاضرار وفق متطلبات التنمية المستدامة.

مخاطر الطاقة النووية على الإنسان والبيئة




مخاطر الطاقة النووية مخاطر الطاقة النووية مخاطر الطاقة النووية مخاطر الطاقة النووية مخاطر الطاقة النووية مخاطر الطاقة النووية


د .علاء التميمي
دكتوراه هندسة إنشائية


مقدمة :

مع بداية استغلال الإنسان للطاقة النووية قبل أكثر من خمسين سنة واجهت البشرية نوعا جديدا من الكوارث لم تكن معروفة من قبل وتضمنت لغات العالم جميعا مصطلحات جديدة لم تكن مسموعة كالحماية الإشعاعية والمخاطر النووية وقد حظيت قضايا المخاطر النووية باهتمام الناس على كل مستوياتهم نظرا للرعب النووي الذي خلفه تفجير أول قنبلة نووية في هيروشيما-اليابان في 6/8/1945 وقنبلة ناكازاكي في 9/8/1945 عند نهاية الحرب العالمية الثانية كما أدرك العلماء العاملين في الفيزياء النووية والمسئولين السياسيين والعسكريين مخاطر الطاقة النووية وخصائصها التدميرية جنبا إلى جنب مع منافعها ومردداتها الإيجابية. أدى الرعب النووي إلى قيام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إنشاء اللجنة العلمية لدراسة تأشيرات الأشعة الذرية عام 1955 لدراسة مخاطر الإشعاعات على الإنسان ثم شكلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1957 التي تقوم بتطوير التطبيقات السلمية لهذه الطاقة في كافة المجالات النافعة للبشرية وقامت معظم دول العالم لجانا أو مؤسسات وطنية لرعاية جوانب الحماية من الإشعاع والكوارث النووية



الطاقة النووية :

يمكن إنتاج الطاقة الذرية من القوى الهائلة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في نواة الذرة حيث تتحرر الطاقة النووية عند إجراء تغيير في بنية الذرة وتكويناتها أو ما يعرف بالتفاعل النووي ولنحاول تبسيط الصورة …

تتكون الذرة من نواة يدور حولها ما يعرف بالإلكترونات

حجم الذرة الواحد = 1/1.000.000 مليمتر ( واحد من المليون من المليمتر )

حجم النواة > 1/10.000 ( أقل من واحد من عشرة آلاف من حجم الذرة

وزن النواة يمثل 99.9% من وزن الذرة

كل نواة تحتوي على ما يعرف بالبروتونات والنيوترونات
يمكن لنا تشبيه تركيب الذرة بالمجموعة الشمسية حيث تمثل الشمس النواة والكواكب التي تدور حولها تمثلها الإلكترونات .

من المعلوم في الفيزياء ان الشحنات المتنافرة تتجاذب والشحنات المتشابهة تتباعد وهكذا الحال في الذرة حيث أن النواة متكونة كما قلنا سابقا من البروتونات وهي ذات شحن موجبة (+) وزنها أكثر بـ 1836 مرة من وزن الإلكترون (-) السالب الشحنة مما يؤدي إلى حدوث عملية جذب من البروتون ذا الوزن الكبير مقارنة مع الإلكترون الذي سيصطدم لا محالة مع البروتون لوجود قوى الجذب بين الشحنات المختلفة ولكن سرعة الإلكترون تجعله يدور حول النواة بحيث لا تستطيع جذبه إليها ولكنه لا يستطيع الابتعاد عنها في نفس الوقت وكما هو حادث بدوران الكواكب ضمن المجموعة الشمسية .



لتلافي حدوث التنافر بين البروتونات الموجودة في النواة كونها تحمل شحنة متشابهة (+) فقد وجد في النواة مادة أخرى وهي النيوترونات وهي متعادلة الشحنة تعمل كملاط أو رابط بين البروتونات لجمعها في النواة بدلا من تنافرها حيث ان الشحنات المتشابهة تتدافع وبهذا فان النيوترونات تمنع الذرة من الزوال .



كل عنصر في الكون له عدد معين من البروتونات (+) وهذا العدد الذي يسمى العدد الذري (ATOMIC NUMBER)هو الذي يحدد اسم العنصر وخصائصه كذلك فان العنصر يحتوي على عدد من الإلكترونات ما يساوي لعدد البروتونات حيث تلغي شحنة الواحد الأخرى ويبقى العنصر مستقرا .وحاليا هناك 112 عنصر مكتشفة في الطبيعة .



تطور علم الكيمياء

الجميع يعلم حلم الإنسان الذي أدى لتطور علم الكيمياء وهو محاولة تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب وهذا غير ممكن لان أي تفاعل كيميائي لا يستطيع تغيير مركبات الذرة من عدد النيوترونات وبذلك لا يستطيع الإنسان تحقيق حلمه بالحصول على الذهب من معادن رخيصة بإجراء أي تفاعل كيميائي .

ما يحدث في التفاعلات النووية(تفاعلات فيزياوية) هو أن نوى الذرة تقترب من بعضها (تغيير في بنية الذرة) نتيجة تأثير طاقة هائلة وكبيرة وهذا يتم بطريقتين .

الطريقة الأولى : تنقسم الذرة الواحدة إلى ذرتين والاثنين إلى أربعة وهكذا وتدعى بالانصهار النووي ولهذا السبب تستخدم ذرة كبيرة كاليوارنيوم لها عدد كبيرا من البروتونات في النواة .

الطريقة الثانية : دمج ذرة صغيرة مع ذرة أخرى وهكذا وتدعى العملية بالاندماج النووي ولهذا السبب تستخدم ذرة صغيرة كالهيدروجين لها بروتون واحد في النواة من هذا نستطيع ان نتخيل من أين نحصل على الطاقة حسب نظرية انشتاين .

عندما ندمج ذرتين أو نفصل ذرة إلى ذرتين فإننا نحصل على طاقة تعادل الكتلة الجديدة مضروبة مربع سرعة الضوء ( تفاعل مسلسل غير نهائي) . ×



عملية الاندماج أو الانصهار النووي أساس تشكيل الكون حيث أدى اندماج ذرة الهيدروجين وذرة الهليوم لتنتج عنصر أثقل وهذا التفاعل يعتبر التفاعل الأساسي لتكوين الشمس والحفاظ على طاقتها وتستمر هذه العملية ودائما نحصل على عناصر جديدة لغاية الحصول على عنصر الحديد حيث يكون عدد بروناته 60 حيث تخبو الطاقة ولا يعد بالإمكان إنشاء عناصر جديدة . وعندما تحتوي النجمة على نسبة عالية في مركزها على الحديد فهذا يعني إنها قريبة من الوفاة.

ثم يحدث ما يعرف بـ (SUPER NOVA ) حيث ينفجر النجم محدثا تلاطما سريعا للنيوترونات يؤدي إلى اندماج النيوترونات مكونه عناصر جديدة يكون وزنها الذري أكبر من الحديد حيث تتكون عناصر الرصاص والذهب والفضة حيث وجدت هذه العناصر في الأرض كنيازك من بقايا (SUPER NOVA ) النجوم عبر عملية



فوائد الطاقة النووية :

الأرض لها موارد محدودة من النفط والفحم وهذه الموارد ستستخدم خلال 63-95 سنة حيث تقدر الكميات المؤكدة من احتياطي النفط بالعالم بحدود (1.4-2.1) ترليون برميل. الفترة أعلاه (63-95) سنة حسبت على أساس الاستهلاك الفعلي للنفط حاليا مع زيادة بحدود 1% - 2% سنويا حيث متوسط الاستهلاك السنوي بحدود 80 مليون برميل نفط .

لأغراض المقارنة فان طن واحد من اليورانيوم يعطي طاقة تعادل الطاقة الناتجة من ملايين الأطنان من الفحم أو ملايين البراميل من النفط .

الآثار الجانبية لحرق الفحم والنفط يؤدي إلى تلوث البيئة بينما مفاعل نووي مصمم بشكل جيد ويعمل تحت رقابة وإشراف جيدين لا يؤدي إلى إطلاق أي تلوث في الجو .



أضرار الطاقة النووية :

الولايات المتحدة وروسيا يمتلكان فقط 50.000 قنبلة نووية وهيدروجينية لو لا شاء الله تم استخدامها فهي كافية لقتل كل إنسان على الأرض .

الانفجار النووي ينتج أشعة قاتلة تستطيع أن تؤدي بالإنسان إلى الوفاة مع الوقت وحتى التأثير على صيانته القامة . وهذا ما حدث عند استخدام قنبلة هيروشيما وقنبلة ناكازاكي في اليابان .

وكذلك عندما تعرضت بعض المفاعلات النووية إلى أعطال أدى إلى تسرب الوقود النووي كما حدث في CHERNOYLE عام 1986 حيث تعرض مئات الألوف من الناس إلى الأشعة حيث توفى الكثيرين خلال أيام وإصابة الباقين بالسرطانات المختلفة .

المفاعلات النووية تنتج فضلات نووية تبقى مصادر للإشعاع لملايين السنين يجب التخلص منها ولا يمكن وضعها كأية نفايات أخرى بأي موقع بل يجب خزنها بأماكن خاصة حتى لا تؤثر على الناس .

استخدامات الطاقة النووية :

تمكن الإنسان خلال العقود الأخيرة من استقلال الطاقة النووية لخدمة التقدم التقني في عدة مجالات منها :

في الطب للعلاج والتشخيص والتعقيم -
-في الصⵖاعة لانتاج أشباه الموصلات والمعالجات الكيماوية والكشف عن العيوب الصناعية وتقنيات اختبار الجودة وفي عمليات التعدين والبحث عن الخامات الطبيعية .

-في الزⵁاعة لاستنباط أنواع جديدة من المحاصيل ذات إنتاجية عالية وانتقاء نوعيات معينة من البذور ومقاومة الآفات والحشرات وزيادة مدة تخزين المنتجات الزراعية .

-في إنتاج الطاقة الكهربائية
من إنتاج الكهرباء في فرنسا يتم عبر الطاقة النووية77%

في اليابان30%

في الولايات المتحدة20%

وبصورة عامة فان 20% من الطاقة الكهربائية في العالم تنتج حاليا من الطاقة النووية .







الحوادث والكوارث النووية :

الجميع يعلم ما حل بمدينة هيروشيما ومدينة ناكازاكي خلال الحرب العالمية الثانية حيث انذهل العالم بحجم الخسائر المترتبة عن استخدام الطاقة الذرية وأيقظ هذا الاستخدام وعيا جديدا وهو :

ان سلاح واحد تحمله وسيلة نقل واحدة يمكنه إبادة معظم السكان وأن يدمر البنية الطبيعية لمنطقة أو مدينة بكاملها وزاد في تفا قم الخوف من الإشعاعات وهو القاتل غير المرئي الذي يضرب ضحاياه لا على الفور بل على امتداد الأيام والأشهر والسنين وحتى الأجيال التالية .

يمكن توضيح أخطار السلاح النووي كما يلي :

التفجير النووي:
لكي نتعرف على قدرة التفجير النووي علينا مقارنتها بقدرة التفجير العامة .

يكون التفجير النووي ( بافتراض تساوي الحجم ) أكثر قوة بملايين المرات من التفجير العادي

أثناء الانفجار تتحرر كمية كبيرة من الإشعاع القاتل المرئي ( عكس التفجير العادي) .

تبقى بعد التفجير النووي إشعاعات غير مرئية قاتلة تستمر لسنوات طويلة .



الإشعاعات الذرية :

مصادر الإشعاع الذري :

الإشعاع الذري الطبيعي ويقصد به الأشعة الكونية الواردة من الفضاء الخارجي والعناصر المشعة الموجودة في القشرة الأرضية .

الإشعاع الذري المصنع ويقصد به الإشعاع الناتج من التفجيرات النووية ومفاعلات ومحطات الطاقة والمصادر الطبيعية والمنتجات الاستهلاكية التي تحتوي على مواد مشعة.

أنواع الإشعاع :

أشعة ألفا

وهي غير قادرة على اختراق الجلد

أشعة بيتا

تستطيع المرور عبر نسيج الجسم البشري لمسافة 1-2 سنتيمتر

أشعة كاما

لا يستطيع إيقافها إلا الرصاص السميك أو الخرسانة أو طبقة كثيفة من الماء

النيوترونات


أمثلة للحوادث النووية :

شملت الحوادث النووية كافة مجالات استخدام الطاقة النووية بشقيها المدني والعسكري .

المفاعلات النووية المدنية :

حادث جزيرة الأميال الثلاث في الولايات المتحدة / عام 1979 حيث تلوثت مناطق شاسعة بكميات قليلة من الإشعاع.

حادث تشر ونيل في أوكرانيا / عام 1986حيث تلوثت مناطق شاسعة بكميات كبيرة من الإشعاع



المنشآت العسكرية :

حادثة بلدة كيشينم في جبال الأورال في روسيا الاتحادية عام 1957 نتيجة حدوث تآكل في أحد خزانات النفايات المشعة عالية المستوي أدى الى انفجاره وانتشار مواد متسعة .

حادث وندسكيل في بريطانيا عام 1957 (مفاعل نووي) حيث انطلقت كميات من المواد المشعة ونواتج الانشطار .



نقل الأسلحة النووية
سجلت الهيئات العالمية المعنية بالأمان النووي أربعة عشر حادث من حوادث النقل النووية جوا وبحرا ومن أشهر الحوادث :

حادث تصادم طائرتين بأسبانيا عام 1966 بين قاذفة قنابل وطائرة تموين تابعتين للأسطول الأمريكي أثناء عملية تموين بالوقود في الجو مما أدى إلى سقوط القنابل الهيدروجينية الأربع التي كانت تحملها القاذفة وأثناء السقوط لم تنفرج المظلات بقنبلتين الأمر الذي أدى إلى تشغيل الشحنة الاعتيادية لكل منها وانطلاق المادة الانشطارية عند اصطدامها بالأرض (لم يحدث انفجار نووي) وأدى الحادث إلى تلوث المنطقة .

حادث سقوط طائرة في كرينلاند عام 1968 لطائرة محملة بأربعة رؤوس هيدروجينية (لم يحدث انفجار) لكن انتشر بلوتونيوم في المنطقة .



حوادث الغواصات النووية
غواصة نووية قرب شاطئ برمودا عام 1986

غواصة نووية في النرويج عام 1989

غواصة روسية قرب السويد عام 2000



حوادث عودة سفن الفضاء
حدثت بعض الحوادث النووية أثناء عودة بعض سفن الفضاء للأرض :

حادث احتراق السفينة الفضائية SKY UP 19 عام 1964 عند عودتها مما أدى الى انتشار البلوتونيوم في الجو .

حادث احتراق السفينة الفضائية COSMOS 954 عام 1978 ونشر كميات من الملوثات المشعة فوق المناطق الشمالية الغربية من كندا .

حوادث تطبيقات المصادر المشعة

أسهمت التطبيقات الطبيعية والصناعية للمصادر المشعة بالنصيب الأكبر من الحوادث النووية وعلى الرغم من صغر المصادر المستخدمة من هذه التطبيقات الا انها أدت الى العدد الأكبر من الوفيات فضلا عن إحداث تلوثات نووية امتدت لمساحة كبيرة في بعض الأحيان .

حادث حواريز بالمكسيك عام 1977

حادث المحمدية بالمغرب عام 1984

حادث غوانيا بالبرازيل



إجراءات الحماية النووية
أوصت المنظمات الدولية المعنية بأمور الحماية والأمان النووي بإنشاء لجان وطنية تضع النظم والقواعد التي تحكم جميع الممارسات التي تتضمن إشعاعات مؤينة أو مصادر مشعة وذلك بغية الاستفادة من فوائد الطاقة النووية وجوانبها الإيجابية في شتى المجالات مع خفض المخاطر الناجمة عنها إلى الحد المقبول وعليه يمكن التوصية بما يلي :

نشر الوعي بالمخاطر النووية ونشر ثقافة الأمان بين العاملين بالإشعاعات أو المواد المشعة على كافة المستويات .

توفير جميع المعدات والتجهيزات الفنية اللازمة للحماية والأمان .

توفير الخبرات البشرية الملمة بإجراءات الحماية والأمان .

تنفيذ جميع القياسات النووية الهادفة للتأكد من إجراءات الحماية المطلوبة .

وضع المعايير والمتطلبات الخاصة بجميع الممارسات التي تتضمن التعرض للإشعاع وتحديد المسئول .

وجود وتخطيط فعال في حالة حدوث طوارئ معروفة مسبقا للعاملين وذلك بوضع تصورات لحوادث مختلفة محتملة بناء على الخبرة المتوفرة .

وجوب وجود تنظيم إداري فعال داخل المنشأة المستخدمة للمصادر المشعة يحدد بأن تكون الشدة الإشعاعية دائما في المستويات المسموح بها وأن تكون المصادر المشعة مخزنة في أماكن آمنة ومحفوظة داخل دروعها الواقية في حالة عدم الاستعمال .



مستقبل الطاقة النووية
بعض الناس يعتقد أن الطاقة النووية موجودة لتبقى وعلينا التعلم على كيفية معايشتها .

آخرين يقولون أن علينا التخلص منها أسلحة ومفاعلات لتجنب أضرارها كل منطق له مؤيديه ومعارضيه ويبقى على كل واحد منا أن يقرر ما هو العمل ويفكر كمواطن أرضي وليس كمواطن ينتمي لدولة معينة حيث أن الأضرار تتجاوز الأوطان .

الطاقة النووية

    الطاقة النووية

المقدمـة:

الطاقة النووية أو الطاقة الذرية هي الطاقة التي تتحرر عندما تتحول ذرات عنصر كيمائي إلى ذرات عنصر أخر، ( الذرات هي اصغر الجسيمات التي يمكن ان يتفتت إليها أي شيء كان ).

 وعندما تنفلق ذرات عنصر ثقيل إلى ذرات عنصرين اخف، فان التحول يسمى "انشطارا نوويا " ويمكن ان يكون التحول " اندماجا نوويا " عندما تتحدد أجزاء ذرتين

يعول على الطاقة النووية أن تصبح أعظم مصادر الطاقة في العالم بالنسبة للإضاءة والتسخين وتشغيل المصانع وتسيير السفن وغير ذلك من الاستخدامات التي لا حصر لها. من ناحية اخرى، يخاف بعض الناس الطاقة النووية لأنها تستخدم أيضا في صنع أعظم القنابل والأسلحة فظاعة وتدميرا في تاريخ العالم. كما ان بعض نواتج عمليه الانشطار تكون سامه للغاية.

العرض:

إنتاج الطاقة النووية

اليورانيوم والبلوتونيوم هما العنصران المستخدمان في إنتاج الطاقة بواسطة الانشطار النووي. كل ذرة من ذرات اليورانيوم أو البوتونيوم ( أو أي عنصر آخر ) لها "نواة " عند مركزها تتكون من " بروتونات " و " نيوترونات ".

الانشطار النووي: عندما يتصادم نيوترون سائب مع ذرة يورانيوم أو بلوتونيوم فان نواة الذرة " تأسر " النيوترون.

عندئذ تنفلق النواة إلى جزئين، مطلقه كميه هائلة من الطاقة كما أنها تحرر نيوترونين أو ثلاثة تتصادم هذه النيوترونات مع ذرات اخرى ويحدث نفس الانشطار في كل مره، وهو ما يسمى بالتفاعل المتسلسل.

ملايين الملايين من الانشطارات يمكن ان تحدث في جزء من المليون من الثانية. وهذا هو ما يحدث عندما تنفجر قنبلة ذرية وعندما تنتج الطاقة النووية للأغراض السلمية العادية فانه يلزم إبطاء التفاعل المتسلسل. ولإنتاج الطاقة للأغراض العادية تحدث الانشطارات في اله تسمى المفاعل النووي أو الفرن الذري. يتم التحكم في سرعة الانشطارات بطرق مختلفة في إحدى الطرق تستخدم قضبان التحكم التي تقصى بعض النيوترونات بعيدا عن التفاعل.

كيف نعيش؟

الاندماج النووي: هذا أيضا يسمى التفاعل النووي الحراري لأنه يحدث فقط عند درجات حرارة عالية جداً. وهو عكس الانشطار النووي. حيث تنصهر (تتحد) معا نواتان خفيفتان لتكونا نواة أثقل.

تأتي الطاقة الشمسية الهائلة من الاندماج النووي، اذا تنصهر أنوية ذرات الهيدروجين الخفيفة لتكون ذرات الهيليوم الأثقل. تنطلق أثناء ذلك كميات هائلة من الطاقة في صوره حرارة.

الاندماج النووي هو الذي ينتج الطاقة المدمرة للقنبلة الهيدروجينية. ومع ذلك، يمكن للاندماج النووي في المستقبل ان يكون احد أعظم المصادر الثمينة للطاقة السليمة لأنه يمكنه استخدام مياه البحار البحيرات والنهار في إنتاج القوى النووية.


تعريف الطاقة النووية


افتراضي تعريف الطاقة النووية



الطاقة النووية هي الطاقة التي تنطلق أثناء انشطار أو اندماج الأنوية الذرية. تشكل الطاقة النووية 20% من الطاقة المولدة بالعالم. العلماء ينظرون إلى الطاقة النووية كمصدر حقيقي لا ينضب للطاقة. وما يثير الشكوك حول مستقبل الطاقة النووية هو التكاليف النسبية، والمخاوف العامة المتعلقة بالسلامة، وصعوبة التخلص الآمن من المخلفات عالية الإشعاع.


اندماج نووي.

الاشعاع النووي إن لم يكن قاتلا فهو يتسبب في عاهات وتشوهات وإعاقات تصعب معالجتها. وتنتج من تأثير الإشعاع النووي على مكونات الخلايا الحية نتيجة تفاعلات لا علاقة لها بالتفاعلات الطبيعية في الخلية. وحجم الجرعة المؤثرة يختلف حسب نوعية الكائنات فهناك حشرات تموت عندما تمتص أجسامها طاقة نووية تصل فقط 20 وحدة جْرَايْ (جول لكل كيلو جرام من الجسم المعرض للإشعاع النووي Gray = J/kg)، وحشرات لا تموت إلا عندما تصل الجرعة إلى حوالي 3000 جرَايْ ( ضعف الجرعة السابقة 150 مرة). تأثر الثدييات يبدأ عند جرعة لا تزيد عن 2 جْراي، والفيروسات تتحمل جرعة تصل 200 جراي أي ضعف الجرعة المؤثرة على الثدييات 100 مرة.

وكمية النفايات المشعة نتيجة الانشطار النووي بمحطات إنتاج الكهرباء بالمفاعلات النووية محدودة مقارنة بكمية النفايات بالمحطات الحرارية التي تعمل بالطاقة الأحفورية كالنفط أو الفحم . فالنفايات النووية تصل 3 ميليجرام لكل كيلو واط ساعة (3 mg/kWh) مقابل حوالي 700 جرام ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو واط ساعة بالمحطات الحرارية العادية لكن هذه الكمية الصغيرة جدا من الإشعاع النووي قد تكون قاتلة أو قد تتسبب في عاهات وتشوهات لا علاج لها. وقد تستمر فاعلية الإشعاعات لقرون بل لآلاف السنين حتي يخمد هذا الإشعاع أو يصل إلى مستوى يعادل الإشعاع الطبيعي. لهذا يحاول العلماء توليد الطاقة النووية عن طريق الاندماج النووي بدلا من الانشطار النووي الذي فيه ذرات اليورانيوم تنشطر وتعطي بروتونات ونيوترونات وجسيمات دقيقة من الطاقة التي تولد الكهرباء. ومشكلة توليد الكهرباء من المفاعلات النووية تتمثل في النفايات المشعة التي تسفر عن العملية. وهذه النفايات ضارة بالبشر وهذا ما جعل العلماء يسعون للحصول علي الطاقة عن طربق تقنبة الاندماج النووي التي تجري حاليا في الشمس والتي تسفر عن نفايات مشعة قليلة





محطات الطاقة النووية
تعتبر محطات التوليد النووية نوعا من محطات التوليد الحرارية البخارية، حبث تقوم بتوليد البخار بالحرارة التي تتولد في فرن المفاعل. الفرق في محطات الطاقة النووية أنه بدل الفرن الذي يحترق فيه الوقود يوجد الفرن الذري الذي يحتاج إلى جدار عازل وواق من الإشعاع الذري وهو يتكون من طبقة من الآجر الناري وطبقة من المياه وطبقة من الحديد الصلب ثم طبقة من الأسمنت تصل إلى سمك مترين وذلك لحماية العاملين في المحطة والبيئة المحيطة من التلوث بالإشعاعات الذرية




اضغط هنا لتكبير الصوره



والمفاعل الذري تتولد فيه الحرارة نتيجة انشطار ذرات اليورانيوم بضربات الإلكترونات المتحركة في الطبقة الخارجية للذرة وتستغل هذه الطاقة الحرارية الهائلة في غليان المياه في المراجل وتحويلها إلى بخار ذات ضغط عال ودرجة مرتفعة جدا، باستعمال الطاقة الحرارية في تسخين المياه في مراجل BOILERS) ) وتحويلها إلى بخار في درجة حرارة وضغط معين .ثم يسلط هذا البخار على زعنفات أو توربينات بخارية صممت ليقوم البخار السريع بتدوير محور التوربينات وبذلك تتحول الطاقة البخارية إلى طاقة ميكانيكية على محور هذه التوربينات . ويربط محور المولد الكهربائي مع محور التوربينات البخارية فيدور محور المولد الكهربائي (ALTERNATOR)بنفس السرعة لتتولد على طرفي الجزء الثابت من المولد الطاقة الكهربائية اللازمة . وكانت أول محطة توليد حرارية نووية في العالم نفذت في عام 1954 وكانت في الاتحاد السوفيتي بطاقة 5 ميجاواط . عندما توصل العلماء إلى تحرير الطاقة النووية من بعض العناصر كاليورانيوم والبلوتونيوم. فوقود المفاعلات النووية اليورانيوم المخصب بكمية تكفي لحدوث تسلسل تفاعلي انشطاري يستمر من تلقاء ذاته. و الوقود يوضع في شكل حزم من قضبان طويلة داخل قلب المفاعل الذي عبارة عن حجرة مضغوطة شديدة العزل. ويتم الانشطار النووي بها لتوليد حرارة، لتسخين المياه وتكوين البخار الذي يدير زعانف التوربينات التي تتصل بمولدات كهربائية . و يتم تغطيس الحزم في الماء للإبقاء عليها باردة . أو استخدام ثاني أكسيد الكربون أو معدن مصهور لتبريد قلب المفاعل. ويتم إدخال قضبان تحكم في غرفة المفاعل، من مادة، الكادميوم، لتمتص النيوترونات المتولدة من انشطار أنوية الذرات داخل المفاعل. فكلما تم تقليل النيوترونات كلما تم تحجيم التفاعلات المتسلسلة بما يبطئ من عملية انشطار ذرات اليورانيوم.وكان أول مفاعل نووي قد أقيم عام 1944في هانفورد بأمريكا لآنتاج مواد الأسلحة النووية وكان وقوده اليورانيوم الطبيعي ةكان ينتج البلوتونيوم ولم تكن الطافة المتولدة تستغل . ثم بنيت أنواع مختلفة من المفاعلات في كل أنحاء العالم لتوليدالطاقة الكهربائية. وتختلف في نوع الوقود والمبردات و الوسيط . وفي أمريكا يستعمل الوقود النووي في شكا أكسيد اليورانيوم المخصب حتي 3% باليورانيوم 235 والوسيط والمبرد من الماء النقي وعذع الأنواع من المفاعلات يطلق عليها مفاعلات الماء الخفيف..




تخصيب اليورانيوم
اليورانيوم هو المادة الخام الأساسية للبرامج النووية، المدنية والعسكرية. ويستخلص من طبقات قريبة من سطح الأرض أو عن طريق التعدين من باطن الأرض. ورغم أن مادة اليورانيوم توجد بشكل طبيعي في أنحاء العالم ، لكن القليل منه فقط يوجد بشكل مركز كخام. وحينما تنشطر ذرات معينة من اليورانيوم في تسلسل تفاعلي بسمي بالانشطار النووي. ، ويحدث ببطء في المنشآت النووية، وبسرعة هائلة في حالة تفجير سلاح نووي. و ينجم عن ذلك انطلاق للطاقة وفي الحالتين يتعين التحكم في الانشطار تحكما بالغا. ويكون الانشطار النووي في أفضل حالاته حينما يتم استخدام النظائر من اليورانيوم 235 (أو البلوتونيوم 239)، والمقصود بالنظائر هي الذرات ذات نفس الرقم الذري ولكن بعدد مختلف من النيوترونات. ويعرف اليورانيوم-235 بـ"النظير الانشطاري" لميله للانشطار محدثا تسلسلا تفاعليا، مطلقا الطاقة في صورة حرارية. وحينما تنشطر ذرة من اليورانيوم-235 فإنها تطلق نيوترونين أو ثلاث نيوترونات. وحينما تتواجد إلى جانبها ذرات أخرى من اليورانيوم-235 تصطدم بها تلك النيوترونات مما يؤدي لانشطار الذرات الأخرى، وبالتالي تنطلق نيوترونات أخرى. ولا يحدث التفاعل النووي إلا إذا توافر ما يكفي من ذرات اليورانيوم-235 بما يسمح بأن تستمر هذه العملية كتسلسل تفاعلي يتواصل من تلقاء نفسه. أو ما يعرف بـالكتلة الحرجة. غير أن كل ألف ذرة من اليورانيوم الطبيعي تضم سبع ذرات فقط من اليورانيوم-235، بينما تكون الذرات الأخرى الـ993 من اليورانيوم الأكثر كثافة ورقمه الذري يورانيوم-238.ومفاعلات الماء الخفيف Light Water Reactors هي نوع من المفاعلات الإنشطارية النووية The nuclear fission reactors التي تستعمل في الولايات المتحدة الأمريكية لتوليد القوي الكهربائية وتستخدم الماء العادي كوسيط في التبريد والتحويل لبخار لتشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء من المولدات . وهذا يتطلب تخصيب وقود اليورانيوم of the uranium fuel Enrichment واليورانيوم الطبيعي يتكون من 7،% يورانيوم 235وهو نظير ينشطر و99،3%يورانيوم 238 لاينشطر . واليورانيوم الطبيعي يخصب ليصبح به 2،5- 3،5 % يورانيوم 235 القابل للإنشطار في مفاعلات الماء الخفيف التي تعمل بالولايات المتحدة الأمريكية بينما مفاعلات الماء الثقيل the heavy water التي تعمل في كندا تستخدم اليورانيوم الطبيعي . وفي حالة التخصيب العملية تتطلب 3 كجم يورانيوم طبيعي لإمداد مفاعل واحد بالطاقة الإنشطارية لمدة عام . وعملية تخصيب اليورانيوم Uranium Enrichment تتم بانتشار مادة هكسافلوريد اليورانيوم uranium hexaflouride في مادة مسامية فتنفصل مادة اليورانيوم 235 الخفيفة بواسطة آلات الطرد المركزي . ووقود اليورانيوم اللازم للمفاعلات الإنشطارية لايصنع قنبلة لأنها تتطلب تخصيب أكثر من 90% للحصول علي تفاعل متسلسل سربع . واليورانيوم والبلوتونيوم المخصبان بنسبة مرتفعة جدا يستخدمان في صنع القنابل النووية . لأن اليورانيوم المرتفع الخصوبة به نسبة عالية من اليورانيوم235 الغير مستقر والمركز صناعبا . والبلوتونيوم Plutonium يصنع نتيجة معالجة وقود اليورانيوم في المفاعلات الذرية أثناء عملها حيث تقوم بعض ذرات اليورانيوم (حوالي 1% من كمية اليورانيوم ) بامتصاص نيترون a neutron لانتاج عنصر جديد هو البلوتونيوم الذي يستخلص بطرق كيميائية. ولصنع التفجير النووي يدمج اليورانيوم أو البلوتونيوم المخصبان بالمتفجرات التقليدية وهذا الدمج يجعل المادة النووية مكثفة لتقوم بالتفاعل المتسلسل الغير موجه. ويمكن تخصيب اليورانيوم بعدة طرق . ففي برنامج تصنيع الأسلحة النووية بأمريكا يتبع طريقة الإنتشار الغازي the gaseous diffusion method بتحويل اليورانيوم إلي غاز هكسافلوريد اليورانيوم uranium hexafluoride حيث يضخ خلال غشاء يسمح لذرات اليورانيوم 235 بالمرور خلاله أكثر من بقية ذرات نظائر اليورانيوم وبتكرار هذه العملية في عدة دورات يرتفع تركيز اليورانيوم 235 ليصنع منه الأسلحة النووية في الصين وفرنسا وبريطانيا والإتحاد السوفيتي الذي لجأ إلي طريقة تخصيب اليورانيوم بطريقة الطرد المركزي للغاز بالسرعة العالية بدلا من الانتشار الغازي وهذا ما اتبعته إيران. وهذه الطريقة يحول اليورلنيوم لغاز هكسافلوريد اليورانيوم ويدخل في آلة طرد مركزي تدور بسرعة كبيرة . وبتاثير قوة الطرد المركزي تتجه ذرات اليورانيوم الأثقل من ذرات اليورانيوم 235 للخارج ويتركز اليورانيوم 235 بالوسط ليسحب . وهذه الطريقة تستخدم لتخصيب اليورانيوم في الهند وباكستان وإيران وكوريا الشمالية . وهناك طريقة التدفق النفاث المتبعة في جنوب أفريقيا وطريقة الفصل للنظير بالكهرومغناطيسية التي كان العراق يتبعها قبل حرب الخليج عام 1991. ويمكن استعمال طريقة التخصيب بالليزر لفصل اليورانيوم بتحويله لمعدن يتبخر بتسليط ليزر ليثير ذرات اليورانيوم 235 لتتجمع وتتركز وهذه التجربة تمت في كوريا الجنوبية عام 2000 سرا





أنواع المفاعلات
يطلق علي مفاعلات الإنشطار النووي The nuclear fission reactors في الولايات المتحدة الأمريكية مفاعلات الماء الخفيف"light water reactors" عكس مفاعلات الماء الثقيل"heavy water reactors" في كندا . والماء الخفيف هو الماء العادي الذي يستخدم في المفاعلات الأمريكية كوسيط moderator وكمبرد وأحد الوسائل للتخلص من الحرارة وتحويلها لبخار يدير زعانف التوربينات التي تدير مولدات القوي الكهربائية ز واستهمال الماء العادي يتطلب تخصيب وقود اليورانيوم لدرجة ما . وكلا النوعين من المفاعلات اللذين يعملان بالماء الخفيف هما مفاعل الماء المضغوط pressurized water reactor (PWR) حيث الماء الذي يسير خلال قلب المفاعل معزول عن التوربينات . ومفاعل الماء المغلي boiling water reactor (BWR.) يستخدم الماء كمبرد ومصدر للبخار الذي يدير التوربينات ويطلق علي مفاعلات الإنشطار النووي في كندا مفاعلات الماء الثقيل Heavy Water Reactors حيث يعمل الماء الثقيل كوسيط بالمفاعل ويقوم الديتريم deuterium بالماء الثقيل بتقليل سرعة النيترونات في التفاعل الإنشطاري المتسلسل .وهذا النوع من المفاعلات لايتطلب وقود يورانيوم مخصب بل طبيعي ويطلق علي هذه المفاعلات الكندية مفاعلات كاندو CANDU





انهاء الطاقة النووية
المقال الرئيسي: إنهاء الطاقة النووية

انهاء الطاقة النووية مسطلح يتم اطلاقه على عملية اغلاق محطات الطاقة النووية تدريجياً بشكل منظم من قبل الدول التي تملك هذه المولدات. السبب في رغبة العالم في انهاء الطاقة النووية هي النفايات النووية الضارة التي لا يمكن اعادة تصنيعها





مفاعل سيزر
تمكن كلوديو فيلبون العالم النووي ومدير مركز الطاقة المتطورة في جامعة ميريلاند الأمريكية من ابتكار وتصميم مفاعل سيزر CAESAR المتطور لإنتاج الكهرباء دون التسبب في أي تلوث نووي، أو انتشار الإشعاعات النووية. عكس المفاعلات النووية التقليدية التي تدار بأذرع وقود اليورانيوم 238 المزود بحوالي 4% من اليورانيوم 235. وعند اصطدام النيوترون بذرة اليورانيوم 235 ، تنشطر إلى نويات و تنطلق كمية من الطاقة في شكل حرارة ومزيد من النيوترينات التي تصطدم بالذرات الأخرى. ويتحكم «الوسيط» بإدخاله بين أذرع الوقود ليبطأ بعض النيوترينات لتتحرك ببطء بدرجة كافية لانشطار الذرات، لكن بعد عامين أو ثلاثة من تشغيل المفاعل، تصبح ذرات اليورانيوم 235 الباقية غير كافية فتظهر الحاجة إلى أذرع وقود جديدة. . لكن مفاعل سيزر يعتمد على انشطار ذرات اليورانيوم 238 داخل أذرع الوقود بواسطة نيوترونات تتحرك بسرعة مناسبة نتيجة وجود البخار كوسيط في المفاعل، بالتحكم في كثافته بدقة، لإبطاء مرور النيوترينات للحصول على الانشطار المطلوب من ذرة اليورانيوم 238، وحدوث انفجار صغير للطاقة وانطلاق مزيد من النيوترينات التي تدور حتى تصطدم بذرة أخرى من اليورانيوم والقليل من نويات الذرة . و المفاعل سيزر يمكن تشغيله لعقود دون الحاجة إلى إعادة تزويده بالوقود











مفاعل البحوث
هناك مفاعلات البحوث وهي أبسط من مفاعلات الطاقة وتعمل في درجات حرارة ووقود أقل من اليورانيوم عالي التخصيب (20% من U235،) على الرغم من أن بعضاً من المفاعلات البحثية الأقدم تستخدم 93% من U235. وكمفاعلات الطاقة يحتاج قلب مفاعل البحث للتبريد، و مهدئ من الماء الثقيل أو بالجرافيت لتهدئة النترونات وتعزيز الانشطار.و معظم مفاعلات البحث تحتاج أيضاً إلى عاكس من الجرافيت أو البيريليوم لتخفيض فقدان النترونات من قلب المفاعل . ومفاعلات البحث Research Reactors تستخدم للبحث والتدريب واختبار المواد أو إنتاج النظائر المشعة من أجل الاستخدام الطبي والصناعي. و هذه المفاعلات أصغر من مفاعلات الطاقة. و يوجد 283 من هذه المفاعلات تعمل في 56 دولة. كمصدر للنترونات من أجل البحث العلمي. وأخيرا .. إلى أين ستقودنا المفاعلات النووية؟ .ولاسيما وأن الطاقة النووية تزود دول العالم بأكثر من 16% من الطاقة الكهربائية؛ فهي تمد 35% من احتياجات دول الاتحاد الأوروبي. و اليابان تحصل على 30% من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة النووية، بينما بلجيكا وبلغاريا والمجر واليابان وسلوفاكيا وكوريا الجنوبية والسويد وسويسرا وسلوفينيا وأوكرانيا فتعتمد على الطاقة النووية لتزويد ثلث احتياجاتها من الطاقة . لأن كمية الوقود النووي المطلوبة لتوليد كمية كبيرة من الطاقة الكهربائية أقل بكثير من كمية الفحم أو البترول اللازمة لتوليد نفس الكمية؛ فطن واحد من اليورانيوم يقوم بتوليد طاقة كهربائية أكبر من ملايين من براميل البترول أو ملايين الأطنان من الفحم. والطاقة الشمسية كلفتها أكبر بكثير من تكاليف الطاقة النووية. و لا تطلق غازات ضارة في الهواء كغازات ثاني أكسيد الكربون أو أكسيد النتروجين أو ثاني أكسيد الكبريت التي تسبب الاحترار العالمي والمطر الحمضي والضباب الدخاني. و مصدر الوقود النووي (اليورانيوم) متوفر و سهل الحصول عليه ونقله، بينما مصادر الفحم والبترول محدودة. وتشغل المحطات النووية لتوليد الطاقة مساحات صغيرة من الأرض مقارنة بمحطات التوليد التي تعتمد على الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. لكن استخدام الطاقة النووية يسبب إنتاج النفايات ذات الإشعاعية العالية؛ التي تخزَّن في بحيرات لتبريدها، بامتصاص حرارة الوقود المستهلَك وتخفيض درجة إشعاعيته . وتتم إعادة معالجته لاسترجاع اليورانيوم والبلوتونيوم غير المنشطرَين واستخدامهما من جديد كوقود للمفاعل أو في إنتاج الأسلحة النووية. و بعض العناصر الموجودة في النفايات كالبلوتونيوم، ذات إشعاعية عالية وتظل لمدة آلاف السنين. ولا يوجد نظام آمن للتخلص من هذه النفايات. والمفاعلات النووية أصبحت سيئة السمعة بسبب التسرّب الإشعاعي في محطة الطاقة النووية في تشيرنوبل بأوكرانيا عام 1986، فقد أدي إلى مقتل 31 شخصاً وتعريض مئات الآلاف للإشعاع، الذي سيستمر تأثيره على الأجيال القادمة.
اعلان




جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لذى ناشريها ،ممنوع النقل بدون تصريح أو ذكر للمصدر . Privacy-Policy | إتفاقية الإستخدام

إن جميع المواد الموجودة في الموقع تعبر عن آراء كتابها ولاتعبر عن رأي الموقع لذلك لايتحمل الموقع أي مسؤوليات تجاهها

هذا قالب المهندس عبدالرحمن احمد وهذه حقوق ملكية فكرية