العرب*
قد تخدع النظرة الآنية الضيقة الى بعض الصعوبات الظرفية المحدودة التي تمر بها كل من تونس ليبيا في مرحلتهما الانتقالية الى آفاق الحرية والديمقراطية والتعددية، صاحبها بشأن مستقبل كل من البلدين على حدة، ومستقبل العلاقات بينهما باعتبارهما مكونين على درجة قصوى من الأهمية لمنطقة المغرب العربي والمنطقة العربية ككل.
غير أن النظرة الاستراتيجية الشاملة تهدي صاحبها إلى أن ما حدث ويحدث بالبلدين من تغييرات جذرية عميقة إنما هو البداية الصحيحة لامتلاك المستقبل وتأسيسه على قواعد سليمة بمشاركة كل القوى الحية في المجتمعين بلا إقصاء ولا تهميش لأي من الكفاءات التي لا تعوز التونسيين ولا الليبيين، الامر الذي يفتح آفاقا جديدة للتطور والتقدم وامتلاك أسباب القوة الذاتية.
وما يعنينا هنا كمهتمين بالشأن العربي وباحثين في مستقبل العرب وآفاق العلاقات بين أقطاره، هو النظر في ما يمكن ان تفتحه الثورتان التونسية والليبية من آفاق لعلاقات بين البلدين تليق بآمال الشعبين اللذين لم يترددا في تقديم أجسم التضحيات لأجل مستقبل أفضل نجزم بأن في التعاون والتضامن بين إخوة العروبة والإسلام اهم وسائل تحققه.
ما بين تونس وليبيا من ترابط تاريخي وجغرافي واجتماعي يعتبر من البديهيات التي لا تحتاج إلى التذكير بها، وهو من القوة بحيث صمد في مرحلة الديكتاتورية بما كانت تحمله من أوهام العظمة وتوهم الكمال والاكتفاء بالذات، فكيف لا يصبح ذلك المشترك الكبير قوة دفع نحو المستقبل وقد أزاحت الثورتان كل العوائق التي تحول دون تحقيق النجاح.
لن ننكر هنا بأن التواصل والتبادل لم ينقطعا بين تونس وليبيا على مدار العشريات الأخيرة، ولكن لا نغفل في المقابل ان ذلك التواصل ظل مرتبطا بمزاجية الحاكم على طرفي الحدود حتى ان حروبا كادت تنشب في اكثر من مرة، وحتى ان حدودا أقفلت وعمالا طردوا وأموالا احجزت وصفقات ألغيت في شطحة فكر من هذا المسؤول أو ذاك.
ما كان يبدو أحيانا من علاقات قوية بين تونس وليبيا في مرحلة ما قبل الثورتين، لم يكن في الحقيقة سوى التقاء مصالح بين أسر حاكمة وتواطؤ بينها، ولذلك كانت تلك العلاقات مهددة في كل لحظة. أما اليوم وبعد ان نجحت الثورة في كلا البلدين فإن آفاقا رحبة انفتحت أمام علاقات تعاون فعلي مبني على مقتضيات العقل ومتطلبات المصلحة.
ان الثورتين التونسية والليبية ستفتحان الباب أمام تحرير طاقات مجتمعية كانت مقصاة ومهمشة الامر الذي يثري مقدرات البلدين ويفتح آفاق تثمين ما يمتلكانه من ثروات طبيعية وموقع استراتيجي.
وليس من محاسن الصدف ان تزامن خروج البلدين من مرحلة حكم الفرد في العام نفسه، وإنما هو درس عملي في قوة الروابط بين البلدين ومتانة العلاقة الفعلية بين شعبيهما، فقد كان يكفي ان تندلع شرارة الثورة التونسية حتى يشتعل الغضب الذي كان يتفاعل تحت سطح الهدوء الليبي الخادع وينفجر.
إنا في صحيفة العرب، التي لم تتوان في دعم الثورتين التونسية والليبية من أيامهما الأولى، ما نزال نؤمن بأن لا قوة ولا مناعة لعربي إلا بالتعاون مع باقي اخوته في العرق والدين مهما تباعدت المسافات بينهما، فما بالنا اذا كنا نتحدث عن القطرين التونسي والليبي المتصلين تاريخا وجغرافيا ولغة ولهجة وتقاليد.
ومن هذه المنطلقات ندعو الحكومتين الجديدتين في كل من تونس وليبيا إلى إزاحة آخر العوائق من طريق التعاون والتكامل بين البلدين وذلك بالمسارعة إلى معالجة هذه المشاكل الحدودية البسيطة التي نسمع عنها بين الحين والآخر ونحن متأكدون ان وراءها عناصر منفلتة لا تريد الخير للبلدين وتعمل على افشال ثورتيهما ومنع التواصل بينهما. وهذه في رأينا مهمة عاجلة تسبق عملا دؤوبا متأنيا ومتواصلا على تشبيك المصالح وتمتين العلاقات التجارية وبعث المشاريع المشتركة على طرفي الحدود وإعطاء أولوية الشغل بالبلدين لمواطنيهما.
ونحن نرى آفاقا غير محدودة للتعاون والتكامل بما لليبيا من ثورات وخيرات وبما لتونس من خبرات وكفاءات في مختلف المجالات. كما اننا نرى ان مجالات كثيرة انفتحت للعمل والابداع والاستثمار الاقتصادي بزوال حقبة القرارات الفردية وقيودها من البلدين.
وليس من المبالغة في شيء القول ان كلا من تونس وليبيا تستطيعان ان تصبحا عملاقا اقتصاديا على الضفة الجنوبية للمتوسط تنافس أوروبا بجدية وتتبادل معها المنافع على أساس من الندية والشراكة المتكافئة بشرط تفعيل التعاون وتمتينه بين البلدين في كل المجالات.
كذلك يستطيع التعاون والتكامل الليبي التونسي ان يحول البلدين إلى قوة سياسية فاعلة في قضايا المنطقة المغاربية والعربية، بل انهما مرشحان ليكونا قاطرة فعلية لاتحاد المغرب العربي الذي لا ننكر ان مشاكل جدية تعطل بناءه، لكنا لا نغفل عن ان الربيع العربي فتح آمالا عريضة لإطلاق العملية الفعلية لتأسيسه.
قد تخدع النظرة الآنية الضيقة الى بعض الصعوبات الظرفية المحدودة التي تمر بها كل من تونس ليبيا في مرحلتهما الانتقالية الى آفاق الحرية والديمقراطية والتعددية، صاحبها بشأن مستقبل كل من البلدين على حدة، ومستقبل العلاقات بينهما باعتبارهما مكونين على درجة قصوى من الأهمية لمنطقة المغرب العربي والمنطقة العربية ككل.
غير أن النظرة الاستراتيجية الشاملة تهدي صاحبها إلى أن ما حدث ويحدث بالبلدين من تغييرات جذرية عميقة إنما هو البداية الصحيحة لامتلاك المستقبل وتأسيسه على قواعد سليمة بمشاركة كل القوى الحية في المجتمعين بلا إقصاء ولا تهميش لأي من الكفاءات التي لا تعوز التونسيين ولا الليبيين، الامر الذي يفتح آفاقا جديدة للتطور والتقدم وامتلاك أسباب القوة الذاتية.
وما يعنينا هنا كمهتمين بالشأن العربي وباحثين في مستقبل العرب وآفاق العلاقات بين أقطاره، هو النظر في ما يمكن ان تفتحه الثورتان التونسية والليبية من آفاق لعلاقات بين البلدين تليق بآمال الشعبين اللذين لم يترددا في تقديم أجسم التضحيات لأجل مستقبل أفضل نجزم بأن في التعاون والتضامن بين إخوة العروبة والإسلام اهم وسائل تحققه.
ما بين تونس وليبيا من ترابط تاريخي وجغرافي واجتماعي يعتبر من البديهيات التي لا تحتاج إلى التذكير بها، وهو من القوة بحيث صمد في مرحلة الديكتاتورية بما كانت تحمله من أوهام العظمة وتوهم الكمال والاكتفاء بالذات، فكيف لا يصبح ذلك المشترك الكبير قوة دفع نحو المستقبل وقد أزاحت الثورتان كل العوائق التي تحول دون تحقيق النجاح.
لن ننكر هنا بأن التواصل والتبادل لم ينقطعا بين تونس وليبيا على مدار العشريات الأخيرة، ولكن لا نغفل في المقابل ان ذلك التواصل ظل مرتبطا بمزاجية الحاكم على طرفي الحدود حتى ان حروبا كادت تنشب في اكثر من مرة، وحتى ان حدودا أقفلت وعمالا طردوا وأموالا احجزت وصفقات ألغيت في شطحة فكر من هذا المسؤول أو ذاك.
ما كان يبدو أحيانا من علاقات قوية بين تونس وليبيا في مرحلة ما قبل الثورتين، لم يكن في الحقيقة سوى التقاء مصالح بين أسر حاكمة وتواطؤ بينها، ولذلك كانت تلك العلاقات مهددة في كل لحظة. أما اليوم وبعد ان نجحت الثورة في كلا البلدين فإن آفاقا رحبة انفتحت أمام علاقات تعاون فعلي مبني على مقتضيات العقل ومتطلبات المصلحة.
ان الثورتين التونسية والليبية ستفتحان الباب أمام تحرير طاقات مجتمعية كانت مقصاة ومهمشة الامر الذي يثري مقدرات البلدين ويفتح آفاق تثمين ما يمتلكانه من ثروات طبيعية وموقع استراتيجي.
وليس من محاسن الصدف ان تزامن خروج البلدين من مرحلة حكم الفرد في العام نفسه، وإنما هو درس عملي في قوة الروابط بين البلدين ومتانة العلاقة الفعلية بين شعبيهما، فقد كان يكفي ان تندلع شرارة الثورة التونسية حتى يشتعل الغضب الذي كان يتفاعل تحت سطح الهدوء الليبي الخادع وينفجر.
إنا في صحيفة العرب، التي لم تتوان في دعم الثورتين التونسية والليبية من أيامهما الأولى، ما نزال نؤمن بأن لا قوة ولا مناعة لعربي إلا بالتعاون مع باقي اخوته في العرق والدين مهما تباعدت المسافات بينهما، فما بالنا اذا كنا نتحدث عن القطرين التونسي والليبي المتصلين تاريخا وجغرافيا ولغة ولهجة وتقاليد.
ومن هذه المنطلقات ندعو الحكومتين الجديدتين في كل من تونس وليبيا إلى إزاحة آخر العوائق من طريق التعاون والتكامل بين البلدين وذلك بالمسارعة إلى معالجة هذه المشاكل الحدودية البسيطة التي نسمع عنها بين الحين والآخر ونحن متأكدون ان وراءها عناصر منفلتة لا تريد الخير للبلدين وتعمل على افشال ثورتيهما ومنع التواصل بينهما. وهذه في رأينا مهمة عاجلة تسبق عملا دؤوبا متأنيا ومتواصلا على تشبيك المصالح وتمتين العلاقات التجارية وبعث المشاريع المشتركة على طرفي الحدود وإعطاء أولوية الشغل بالبلدين لمواطنيهما.
ونحن نرى آفاقا غير محدودة للتعاون والتكامل بما لليبيا من ثورات وخيرات وبما لتونس من خبرات وكفاءات في مختلف المجالات. كما اننا نرى ان مجالات كثيرة انفتحت للعمل والابداع والاستثمار الاقتصادي بزوال حقبة القرارات الفردية وقيودها من البلدين.
وليس من المبالغة في شيء القول ان كلا من تونس وليبيا تستطيعان ان تصبحا عملاقا اقتصاديا على الضفة الجنوبية للمتوسط تنافس أوروبا بجدية وتتبادل معها المنافع على أساس من الندية والشراكة المتكافئة بشرط تفعيل التعاون وتمتينه بين البلدين في كل المجالات.
كذلك يستطيع التعاون والتكامل الليبي التونسي ان يحول البلدين إلى قوة سياسية فاعلة في قضايا المنطقة المغاربية والعربية، بل انهما مرشحان ليكونا قاطرة فعلية لاتحاد المغرب العربي الذي لا ننكر ان مشاكل جدية تعطل بناءه، لكنا لا نغفل عن ان الربيع العربي فتح آمالا عريضة لإطلاق العملية الفعلية لتأسيسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق