الأحد، 18 مارس 2012

الاشتراكيون الثوريون

لاشتراكيون الثوريون، هي منظمة ماركسية-تروتسكية مصرية، متحالفة مع تيار الاشتراكية الدولية.[1] لعبت المنظمة وفقاً لأستاذ التاريخ الأمريكي مارك ليفين «دوراً مهماً في تنظيم ميدان التحرير خلال الثورة المصرية في 2011، كما تشارك الآن في تنظيم الحركة العمالية» في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك.[2] شاركت وتشارك في إنشاء حزب العمال الديمقراطي،[3] وتحالف القوى الاشتراكية.[4] تضم قيادات المنظمة المهندس والناشط في حقوق العمال كمال خليل،[3] وعالم الاجتماع سامح نجيب.[5] كما تضم أعضاءً بارزين أخرىن كالصحفي حسام الحملاوي،[6] والناشطة جيجي إبراهيم.[7][8] تصدر منظمة الاشتراكيون الثوريون صحيفة بعنوان الاشتراكي.[1]

لتاريخ

بدأت المجموعة في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، بين عددٍ صغير من الطلاب المتأثرين بالماركسية. تم اعتماد الاسم الحالي بحلول أبريل من عام 1995، ونما عدد الأعضاء من عدد قليل من الأعضاء الناشطين، عندما كان اليسار المصري مضطهداً كثيراً،[9] إلى بضع مئات خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وبالرغم من عدم تمكن المنظمة من ممارسة عملها على نطاق واسع في عهد الرئيس حسني مبارك،[10][11] إلا أن عدد أعضاء الجماعة إزداد بسبب ميول المنظمة المؤيدة للقضية الفلسطينية والتضامن معها. فقد كان لدى الانتفاضة تأثيراً راديكالياً على الشباب المصري، مما أدى بدوره في زيادة القاعدة الشعبية السياسي، والذي كان خاملاً لفترات طويلة تحت قمع نظام مبارك.[1]
كانت علاقة المنظمة مع جماعة الاخوان المسلمين المحظورة آنذاك متميزة عن باقي الكيانات اليسارية في مصر قديماً، كالحزب الشيوعي المصري، الذي ساوى الإسلام السياسي بالفاشية. ورفعت المنظمة وقتها شعار «أحياناً مع الإسلاميين، وأبداً مع الدولة». أُقتُبِسَ هذا الشعار من كتاب كريس هارمان من حزب العمال الاشتراكي البريطاني، النبي والبروليتاريا،[12] الذي ترجم من العربية واستخدمته المنظمة على نطاقٍ واسع في 1997. استطاع الاشتراكيون الثورين العمل فعلاً مع الاخوان المسلمين في بعض الأحيان، تجلى هذا التعاون في حركات دعم الانتفاضة والرفض للحرب.[13]

الثورة المصرية 2011

Crystal Clear app kdict.png طالع أيضا :ثورة 25 يناير
Hossam El Hamalawy (AKA 3arabawy) tweeting.jpg
A female protester with her camera and a flower.jpg
من اليمين إلى اليسار، الناشط الاشتراكي الثوري حسام الحملاوي (عرباوي)، والناشطة جيجي إبراهيم في ميدان التحرير يوم 1 فبراير، 2011.[14]

لعب الاشتراكيون الثوريون، بجانب حركات أقصى اليسار، وحركة شباب 6 أبريل، لعبوا دورا رئيسياً في الحشد للتظاهر يوم 25 يناير، 2011، والذي أصبح لاحقاً بداية الشرارة للثورة المصرية. اجتمعت القوى السابقة، واتفقت على استراتيجيات مختلفة، مثل التظاهر في مناطق مختلفة في القاهرة في وقت واحد، قبل التوجه سيراً إلى ميدان التحرير والتجمع هناك، لتجنب تركيز قوات الأمن على المظاهرة والمسيرة.[5]
أصدر الاشتراكيون الثورين بياناً في وقت لاحق، يدعو العمال المصريين إلى الدخول في إضراب عام، على أمل الاطاحة بنظام مبارك:
يمكن للنظام تحمل المظاهرات والاعتصامات في الشوارع لأيام وأسابيع، ولكنه لن يستطيع الصمود والاستمرار أمام ساعات قليلة من الإضراب، اذا استعمل العمال الإضراب كسلاح. اضربوا في السكك الحديدية، اضربوا في وسائل المواصلات العامة، اضربوا في المطارات والشركات الصناعية الكبيرة.
يا أيها العمال المصريون، من أجل شبابنا الثائر، ومن أجل دماء شهدائنا، انضموا إلى صفوف الثورة واستخدموا قوتكم، وسيكون النصر حليفاً لنا!
المجد للشهداء!
يسقط النظام!
السلطة للشعب!
النصر للثورة![15]
قالت الناشطة والعضوة في المنظمة، الناشطة جيجي إبراهيم، أن شرارة الثورة بدأت منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.[8]

[عدل] بعد تنحي مبارك

دعا الاشتراكيون الثورية إلى الثورة الدائمة في أعقاب تنحي الرئيس مبارك.[16] وهتف أعضاء المنظمة في عيد العمال 2011 «بثورة عمالية ضد الحكومة الرأسمالية»، في طريقهم إلى ميدان التحرير.[17] تعزو المنظمة الفضل الرئيسي لإسقاط مبارك للطبقة العاملة، لاسيما في القاهرة والاسكندرية والمنصورة، بعكس ماتم ترويجه إعلامياً وهو استخدام الشباب للشبكات الاجتماعية على الانترنت.[18] في حين يصفون دور الإخوان المسلمين في مرحلة ما بعد مبارك «بالثورة المضادة».[19]
في مارس 2011، كان الناشط حسام الحملاوي والعديد من الاشتراكيون الثوريون الاخرين ضمن المتظاهرين الذين اقتحموا واستولوا على مقر مباحث أمن الدولة في مدينة نصر. استُخدم هذا البناء تحديداً لاعتقال وتعذيب العديد من النشطاء قبل الثورة. تمكن الحملاوي من الوصول إلى الزنزانة التي تم اعتقاله بها، وكتب لاحقاً على حسابه على تويتر أنه لم يستطع التوقف عن البكاء بعد مشاهدتها.[20] «دخلت المجمع الصغير الذي كنت محتجزاً به، مازلت لا أصدق... العديد من الحضور يبكي الآن. لا نستطيع إيجاد غرف الاستجواب. يا إلهي، هذا المكان أشبه بالقلعه».[21]
دعت المنظمة إلى التخلص من سلطة المجلس العسكري وقيادات الجيش والشرطة على الحياة المصرية. بالإضافة لدعوتها إلى مثول مبارك ورموز نظامه، بما في ذلك محمد حسين طنطاوي، وسامي عنان (الرجلين الأولين في المجلس العسكري) أمام المحاكمة.[22] بالإضافة إلى معارضتهم لمرسوم قانون تجريم الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات، الذي فرضه المجلس يوم 24 مارس، 2011.[23]
يسعى الاشتراكيون الثوريون بجانب العديد من الكيانات اليسارية المصرية الأخرى، إلى تأسيس حزب عمال جديد في أعقاب سقوط مبارك.[5][24] سمي الحزب حزب العمال الديمقراطي، ويتمثل هدفة الأساسي في «كون العمال المحركين الأساسيين للحزب وقادتهم، بمشاركة عدد من المثقفين».[25] إلا ان تأسيس حزباً من هذا النوع في مصر لا يزال غير قانوني في ظل الحكومة الحالية وقانونها للأحزاب السياسية، الذي صدر في 29 مارس، 2011، حيث يحظر ويمنع منعاً باتاً إنشاء الأحزاب على أساس طبقي. رد كمال خليل أحد قيادي الحزب بالقول أنهم لا يبحثون شرعية الحزب رسمياً بقدر الشرعية الشعبية؛ «لا نريد حزباً سياسياً على ورق، نريد حزباً ذو قاعدة في المصانع وأماكن العمل».[3]
في 10 مايو، 2011، اتحدت منظمة الاشتراكيون الثورين مع أربع كيانات يسارية مصري أخرى، مشكّلةً «تحالف القوى الاشتراكية»، والتي تضم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري، والحزب الشيوعي المصري، بجانب حزب العمال الديمقراطي.[26]

[عدل] الموقف من القضايا الدولية

في عام 2006، وصف القيادي في المنظمة سامح نجيب، فشل جيش الدفاع الإسرائيلي في تحقيق أهدافه في الحرب على لبنان بالقضاء على حزب الله، وصفه «بالانتصار المهم جداً لجميع الحركات المناهضة للحرب حول العالم»، مدعياً انه منع أو أجل الهجوم الإسرائيلي-الأمريكي على سوريا وإيران.[27]
في 2 مارس، 2011، بعثت المنظمة رسالة تضامن للمنظمة الأمريكية الاشتراكية الدولية على إثر مظاهرات ويسكونسن، حثهتم على بناء بديل اشتراكي ثورية ضد الصهيونية والإمبريالية.[28]
كانت المنظمة أيضاً بجانب العديد من المنظمات الاشتراكية ممن أدانوا نظام روبرت موجابي في زيمبابوي على اعتقال وتعذيب اشتراكين من أعضاء المنظمة الاشتراكية الدولية في زيمبابوي، بسبب قيامهم باستضافة اجتماع لمناقشة الثورات في تونس ومصر. وأضافوا: «الجماهير في تونس ومصر اثبتوا أنه مهما طالت الأنظمة الاستبدادية، فزلزال الثورة يمكنه أنه يهدم الجدران والسدود، فكونوا متأكدين أن الزلزال قادم، وستسقط موغابي ونظامه--».[29]
وكان للمنظمة دور في دعم الثورات العربية، ورفض للتدخل الأجنبي خصوصاً العسكري في شئون هذه البلدان.[30]

[عدل] انظر أيضاً

تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا

هل اعجبك هذا الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لذى ناشريها ،ممنوع النقل بدون تصريح أو ذكر للمصدر . Privacy-Policy | إتفاقية الإستخدام

إن جميع المواد الموجودة في الموقع تعبر عن آراء كتابها ولاتعبر عن رأي الموقع لذلك لايتحمل الموقع أي مسؤوليات تجاهها

هذا قالب المهندس عبدالرحمن احمد وهذه حقوق ملكية فكرية