تظاهرات في ستوكهولم مع حلول ذكرى الانتفاضة السورية
15/03/2012 19:31 ستوكهولم15آذار/مارس(آكانيوز)- انطلقت الخميس في العاصمة السويدية ستوكهولم تظاهرة حاشدة دعت اليها منظمة العفو الدولي (امنستي) بالتعاون مع قوى واحزاب المعارضة السورية في السويد بمناسبة الذكرى الاولى على انطلاق الثورة السورية.وضمت مظاهرة السويد مشاركة حكومية وسياسية وفنية وشعبية وشارك فيها السكرتير العام لمنظمة العفو الدولية ليسا باري وعضو البرلمان عن حزب اليسار يوناس خوستدت وعضو البرلمان عن حزب الشعب اسماعيل كامل (من اصل سوري) والمصور بيتر لوفيرن والممثل لاسه كارلسون، بالاضافة الى مشاركة التنسيقية السورية في السويد.
واكدت الاحزاب السورية المعارضة على استمرار ثورة الشعب السوري حتى رحيل النظام الحالي، وفيما ابدى رئيس التنسيقية محمد خليفة تصميم الاحزاب المؤتلفة في التنسيقية على اسقاط نظام بشار الاسد "مهما بلغت التضحيات"، عبر العضو في البرلمان السويدي عن حزب الشعب السويدي عن تفاؤله بـ"سوريا ديمقراطية تعددية حرة".
وقال خليفة في حديثه لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "تظاهرة ستوكهولم تزامنت مع تظاهرات اخرى، انطلقت في عدد من الدول الاوربية، بدعوة من "امنستي" الدولية"، مؤكدا مشاركة جميع الاطياف والتيارات والاحزاب السورية المنضوية في التنسيقية، موضحا ان في التنسيقية "التيار الاسلامي والماركسي والشيوعي واحزاب وطنية وقومية وتيارات ليبرالية ومعظم احزاب المجلس الوطني الكردي الموجودة داخل الهيئة، والمنظمة الاثورية وحزب الاتحاد السرياني"، بالاضافة الى مشاركة شخصيات مستقلة وممثلين عن ائتلاف الاحزاب الكردية المعارض.
ورفع المتظاهرون في العاصمة السويدية ستوكهولم، شعارات، أكدت على "اسقاط النظام ومبدأ التغير السلمي ودعم الحراك الشعبي في الداخل ومطالبة العالم والمنظمات الدولية، التدخل لحماية الشعب السوري وايصال المساعدات والمعونات له وتسهيل مهمة دخول المنظمات الانسانية الى سوريا لتقديم مساعداتها العاجلة".
وقال خليفة ان الشعارات لم تستثن المطالبات الداعية الى دعم المعارضة بـ"السلاح"، لانه ووفقا لقوله " تحول النظام السوري من القمع الى القتل، وهناك مذابح تحصل بشكل يومي، ما اضطر مقاتلينا لحمل السلاح".
واوضح خليفة "نحن مؤمنون ان النظام السوري سقط وانتهى ولا شرعية له الان ومصرون على الاستمرار في الثورة"، وان "قادة النظام والمسؤولين عنه مدرجين ضمن قوائم الملاحقين من قبل المحكمة الدولية والجنائية وسيحال جميع اركانه ورموزه اليها، لارتكابهم جرائم ضد الانسانية"، مشيرا الى ان "الشعب السوري حسم الموقف والقرار وان على النظام السوري الرحيل".
وتابع ان "الشعب السوري سيستمر في التظاهرات مهما بلغت التضحيات وان سوريا على موعد مع المستقبل والتغير والديمقراطية"، قائلاً ان " هذه المرحلة المليئة بالالام التي لن تمنعنا من التفاؤل، وصولا الى تحقيق نظام مدني تسوده الديمقراطية والمساواة والعدالة والحريات".
وبينّ خليفة ان "جميع الثورات التي حصلت في العالم العربي، انطلقت لنفس الأسباب، وهي ازالة الانظمة الدكتاتورية التي تحكمها، لكن الثورة السورية تميزت بسمات خاصة، اهما انها تواجه نظام هو الاشد قمعا وارهابا من بين الانظمة العربية التي سقطت، بالاضافة الى انه نظام طائفي يعتمد على عصبيات قبلية وطائفية ومذهبية، لاغيا وجود بعض المكونات كالكرد".
كما انتقد موقف الجيش السوري، واصفا اياه بأنه "ليس جيشا وطنيا وانما هو عصابة مسلحة وتحمي الاسرة الحاكمة وولائه لها وليس للشعب".
ومن ضمن المشاركين في التظاهرة عضو البرلمان السويدي عن حزب الشعب اسماعيل كامل، وهو كردي سوري، تمكن من الفوز بمقعد برلماني بعد الانتخابات التي اجريت في ايلول 2010.
وقال كامل انه خلال عام كامل من التظاهرات، اثبت الشعب السوري رفضه باستمرار السياسات القمعية للنظام وقدرته على تغير النظام والأتيان بنظام ديمقراطي تعددي والادلاء بأرأئه الخاصة كل حسب فكره وأيدلوجياته السياسية، مؤكدا ان الثورة السورية "حققت اهدافها بلا شك".
وبينّ انه من الافضل ان لا يجري مقارنة تجربة الثورة السورية بتجارب الثورات التي انطلقت في دول عربية عدة، لأسباب منها، ان سوريا لم تحصل على اجماع دولي وقرارات جماعية صادرة عن هيئة الامم المتحدة بخصوص حمايتها، مشيرا الى موقف روسيا والصين السلبي، اللذان منعا الامم المتحدة في اكثر من مرة من اصدار قرارات حاسمة تتعلق بالنظام السوري، كما اشار الى موقف ايران الداعم لسوريا وحزب الله اللبناني.
وقال ايضا ان التركيبة الاجتماعية لسوريا تختلف عن التركيبة الاجتماعية لبقية الدول العربية التي شهدت ثورات فيها، ففي سوريا هناك اقليات ومذاهب واديان مختلفة، كالعرب والاكراد والمسيحيين والشراكسة والدروز وديانات اخرى مختلفة.
واوضح كامل ان "هناك مجموعات تؤيد النظام السوري، هم في الغالب من المستفيدين من وجوده ويبذلون جهودا لابقاءه، الا ان الضغط الدولي على النظام والتظاهرات المستمرة ستحول دون ذلك".
وتحدث كامل عن ارقام واحصائيات موجعة، خرجت بها تقارير حقوق الانسان حول الوضع في سوريا، مشيرا الى ان ما يزيد عن الـ 10 الاف شخص سقطوا ضحايا الوضع في سوريا خلال العام الماضي، واكثر من 70 الفا في السجون و20 الفا لا يزالون في عداد المفقودين، بالاضافة الى ما يشهده البلد من تدهور في اوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الا انه استدرك، قائلا بأن "ارادة الشعب اقوى من حكم الدكتاتوريات" وان "الشعب السوري ماضي في طريقه حتى الوصول الى سوريا ديمقراطية تعددية حرة".
من: لينا سياوش. تح: مرتضى اليوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق